أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الجمعة، 27 نوفمبر 2020

الحب بيد الله كما الأعمار ... مثال سليمان

Mithal Sileman 
الحب بيد الله كما الأعمار
صحوت ذات شتاءِ ليلٍ تجمّدَتْ أطرافهُ من البردِ، لأجدني خاليةً منك ، أبحثُ عنكَ بين أغطيتي ، ثمّ أعاودُ إغماضَ عينيَّ لعلّي أستطيع إعادة الحلم من جديد، فأُنبّه ذاكرتي لتحتفظَ بكَ بين ثناياها بدقةٍ أكبر . أين كنتُ عندما عانقتكَ عيناي؟! وأين خبئتك عندما داهمَ البردُ عظامي؟! وفي أيّ خطوةٍ من خُطواتي استيقظتُ وأنا باحثةٌ عن أثرٍ لطيفك؟ مشيتُ في الشوارع سنواتٍ عدة حتى إن مررتَ بزُقاقٍ قبلي انتفضت روحي وتنبأتُ بمرورك من هنا، وكأنّ صوتكَ الذي أخافهُ عانق مسمعي وكأنّ عطرك لامسني، وكأنّ الرّيح سكنت خشوعاً للقائنا .نويتُ الركض إليك ؛ لأحتضنكَ وأسردَ لك فيضاً من الحكايا : القليلْ منها اشتياق وأكثرها انعتاق ...كنت سأبرر وجودكَ في كلِّ حكاية، كنتُ سأسرقُ من صمتِ عينيكَ حديثاً تطيّبُ بها خاطري . قد وشيتُ للجميع باسمكَ دون أنْ أدري، لوني الذي خُطِفَ وخطواتي المتعثرةَ بك، وعيناي الغائرتان حزناً وطرقي المهلكة إليك، كلُّها أخبرتهم عنك . فأنا أعرفك من بينِ الألف وأسمعُ صدى صوتك حتى في الصمت، أميزك من رائحتك وطولك وجُلّ تفاصيلك ..! إنْ سألوني يوماً: أما زلتُ أحبك ؟ سأنكر و أرتجف ثم أتهرّبُ من سؤالهم، وأخبرهم أني ما أحببتك يوماً، أُقسمُ أنني سأخون عاطفتي و قلبي، لكن كيف ؟! وشيءٌ منك يسكنني، متحجّرٌ في حلقي يكادُ يخنقني... وها بدأ قلبي يرتعش بك عطشاً، وبعد كل تلك السنين بدا أنّ هناك عذبَ نبعٍ مختبئاً في ثنايا روحي، لم ينبضْ بعد !! حينها سألتمسُ لحظة شرودٍ واحدة، سأحتاج اسمك مرّةً واحدة وسؤالاً واحداً لقلبي، يكفيني لترميم ذاك الحب الذي شححت به على كلّ من حولي ولمْ يمتنعْ عنك لحظة ...! يا لقواك الخارقةَ في قلبي !!!

هناك تعليق واحد:

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة