صحوت ذات شتاءِ ليلٍ تجمّدَتْ أطرافهُ من البردِ، لأجدني خاليةً منك ، أبحثُ عنكَ بين أغطيتي ، ثمّ أعاودُ إغماضَ عينيَّ لعلّي أستطيع إعادة الحلم من جديد، فأُنبّه ذاكرتي لتحتفظَ بكَ بين ثناياها بدقةٍ أكبر . أين كنتُ عندما عانقتكَ عيناي؟! وأين خبئتك عندما داهمَ البردُ عظامي؟! وفي أيّ خطوةٍ من خُطواتي استيقظتُ وأنا باحثةٌ عن أثرٍ لطيفك؟ مشيتُ في الشوارع سنواتٍ عدة حتى إن مررتَ بزُقاقٍ قبلي انتفضت روحي وتنبأتُ بمرورك من هنا، وكأنّ صوتكَ الذي أخافهُ عانق مسمعي وكأنّ عطرك لامسني، وكأنّ الرّيح سكنت خشوعاً للقائنا .نويتُ الركض إليك ؛ لأحتضنكَ وأسردَ لك فيضاً من الحكايا : القليلْ منها اشتياق وأكثرها انعتاق ...كنت سأبرر وجودكَ في كلِّ حكاية، كنتُ سأسرقُ من صمتِ عينيكَ حديثاً تطيّبُ بها خاطري . قد وشيتُ للجميع باسمكَ دون أنْ أدري، لوني الذي خُطِفَ وخطواتي المتعثرةَ بك، وعيناي الغائرتان حزناً وطرقي المهلكة إليك، كلُّها أخبرتهم عنك . فأنا أعرفك من بينِ الألف وأسمعُ صدى صوتك حتى في الصمت، أميزك من رائحتك وطولك وجُلّ تفاصيلك ..! إنْ سألوني يوماً: أما زلتُ أحبك ؟ سأنكر و أرتجف ثم أتهرّبُ من سؤالهم، وأخبرهم أني ما أحببتك يوماً، أُقسمُ أنني سأخون عاطفتي و قلبي، لكن كيف ؟! وشيءٌ منك يسكنني، متحجّرٌ في حلقي يكادُ يخنقني... وها بدأ قلبي يرتعش بك عطشاً، وبعد كل تلك السنين بدا أنّ هناك عذبَ نبعٍ مختبئاً في ثنايا روحي، لم ينبضْ بعد !! حينها سألتمسُ لحظة شرودٍ واحدة، سأحتاج اسمك مرّةً واحدة وسؤالاً واحداً لقلبي، يكفيني لترميم ذاك الحب الذي شححت به على كلّ من حولي ولمْ يمتنعْ عنك لحظة ...! يا لقواك الخارقةَ في قلبي !!!
موقع أدبي ثقافي فكري يهتم بنشر النتاجات الادبية و الفنية من شعر و قصة و رواية و نقد و لوحات فن تشكيلي و موسيقا و مسرح و سينما.. ينشر بكافة اللغات و خاصة الكردية و العربية و يرحب بكل الأقلام المبدعة و الجادة، وهو جسر ثقافي يمتد مابين الأدب الكردي الجديد و الادب العربي و سائر الآداب العالمية و فنونها.
أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
مشاركة مميزة
الوجع Diya Raman
سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة
-
نهْدِي الذّي ذاع صِيته فيمَا بعد هو أجْمل و أقبحُ حالة تشرّبتْ... بزَيت الشِّعر . *********** كان ذا شراسة و فظاظة خاصّة شبيهة بِـ : ...
-
موقع أدبي ثقافي فكري يهتم بنشر النتاجات الادبية و الفنية من شعر و قصة و رواية و نقد و لوحات فن تشكيلي و موسيقا و مسرح و سينما ينشر بكافة الل...
-
سأَصنعُ لكِ تاجا من زهور ربيع بلادي فتعلن الشمس جهة الشروق من جبينك.. و تطير من حقولك أسراب فراشات ملونة نجتاز معا اغنيات السهول البهية نص...
-
صورة في هاتفي من صندوقي الأسود أرّقتني کما تٶرّق کل النساء " ها أنا جٸتك عارية من العُريّ ومن الخوف ومن مخزون اسرار مدُوِّنَة في ال...
-
. صياد الياسمين ... حين أتبنى نصّاً ولا أدرك معنى الجنين الذي ينمو بين أسطره، أف قد الحس تماماً حتى الشغف ...
-
ينكشفُ التاريخُ الحديثُ والمعاصرُ للكُرْدِ عن ضَراوةِ الإلغاءِ والإقْصاءِ اللذين يحفّان بكينونتهم في مَسْعَىً مُسْتَمِرٍ لِتَرْسِيخِ أَسَاطِ...
جميل و أكثر
ردحذف