أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

السبت، 19 ديسمبر 2020

.صياد الياسمين.. مثال سليمان سوريا


.صياد الياسمين...

حين أتبنى نصّاً ولا أدرك معنى الجنين الذي ينمو بين أسطره، أفقد الحس تماماً حتى الشغف بالحبر المسيل على عتباته ووجه الورقة .. 

عندما أهمس لأحدهم: (صوته حكاية لم تكتمل ) أدرك المعنى من القول والقصة الموؤدة في زمنٍ مفقود .

هنا تزاحمت التراتيل في ذهني كسيلٍ ضلّ الهدى، بل كثيباً رملي الحبيبات تناثر في ذاكرتي .

هناك بتوقيت منتصف الظهيرة ...

كلما مررت بالقرب من المبنى الذي يحوي تسع وتسعون أسماً، أجهل مصدر الصوت الذي يطرق مسمعي دون خجل ،أتحاشى النظر إلا في خطٍّ مستقيم لتبدأ خطواتي تتزن في كبرياء غير مشهود ، سبعٌ ثم ثمان خطوات يتلاشى كل ذاكاللهيب ..

الموسيقى وصوت جوان حاجو ..حتى الكبرياء تمرّد وعصى ، فيثقل رأسي ببيدرٍ من الأسئلة ، لم أفلح إلى اللحظة بقطاف ما أصبو إليه ..

يوماً ما ...

في رحلة العودة ليس كما العادة ، تقصّدت التريث واستطالة الطريق وأخذت العهد أن أُخرجني من تلك المساحة الموبوءة بالضجيج والكم الهائل من النقاط المقلقة ،علّني أعيد ترتيب الأمس ومسح الغبار عن أفكاري المدفونة في تلك اللحظة المخططة لها بحنكة صياد الياسمين....

اختلفت المسافات في الدروب المنعطفة حينها وتقاطعت الإشارات واللحظة ما عادت كسابقتها،بينما ذاكرتي القريبة تشابكت فيها علامات الحيرة ، أرحمها ترمي علي تعويذةً بلهاء والأخريات تلكم أبابيل دهشتي، ما عدت أشبهني !!!

تخطيت المبنى في غفلةٍ مشاكسة؛ لأسرق الوقت قبل أن يدركني الحضور .

عند الباب حين الوصول ..

علا رنين الجهاز ، سبقتني يدي لتلتقط ما سمّي ب(سماعة الهاتف) حيث هناك على الضفة الأخرى ،بحة صوتٍ تراقص على تسارع ضربات دهشتي وغرابتي /أهذه أنتِ؟/

ليتلو الصوت جلجلة أغنية //hey esmerê wey esmerê //...

أحدهم تقصّد أن يلعب معي الغميضة ...سرقه الغياب وهو سرق السمكات وامتلأت البحيرة بكمٍّ من الاستفهام!!! من كانذاك ؟؟ لتحنطني الشجون !!!

وهكذا قُيدت القصة ضد مجهول ولم تُرفق باسم الصياد ...// 

من مغامرات صديقة عابرة ...

مثال سليمان 


هناك تعليق واحد:

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة