أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الجمعة، 7 مايو 2021

قراءة في ديوان سماءٌ أخرى للشاعرة الدكتورة شيرين عدوي بقلم إخلاص فرنسيس


سماءٌ أخرى
فسيفساء إنسانية نزعة سمو فوق الواقع مبنية من حجارة الحب والجمال والألم الحيّة
شيرين العدوي

إلى من أحبّ
ما بين العنوان "سماء أخرى" والإهداء "إلى من أحبّ" مشاعرُ وصورٌ جمالية تجاوزت المحسوس، نحو علية رفعتنا عليها الشاعرة لنرتقي صرح الحرية، نرتفع عن أرض المخاض إلى ما هو أسمى وأرقى، وهل هناك أصفى من السماء؟ وهل هناك ما يرقى إلى الحبّ الذي يسكن السماء، الحبّ الذي يتجلّى بكلّ أقانيمه الإنسانية والسماوية، وكي يرقى الإنسان إلى تلك الدرجة من الصوفية والإحساس العالي لا بدّ أن يمرّ في أتون الحزن، لأنّ الحزن يصقل مشاعرنا وأرواحنا بناره لتخرج النفس الإنسانية مثل الذهب المصفى في النار، وهذا الحزن المشتعل في موقد الليل اصطفى الشاعرة تحت صفصافه، ومع صوت السفيرة إلى النجوم، ونغمة العتب الرقيق التجلّي يكتمل في رسم الصورة للسيد المسيح، صوره الله آية للحياة، يبعثُ من بين دمع البنفسج نفسًا حيّة، تسربلنا بالروح العلوية، نسير معها في دهاليز الحياة غزالة حلم، في عالم من التناقض ما بين الفضيلة والرذيلة، هذه المعركة القديمة الجديدة منذ بداية التكوين، من يوم سقوط آدم وخروجه من الجنة، ومعه أخرجنا من هذا الوطن سواء أكان الوطن روحيًّا أو أرضيًّا، ومع شرود غزالة ترمح كالحلم تبحث عن وطن، وأيّ وطن أدفأ من صدر الحبيب؟ الحزن والحبّ أقوى محرك للإبداع
نسيج ما بين الصوفية وأجراس الكنائس إلى التلمود، لندخل عوالم الأسطورة مع فينوس الإلهة التي اجتمع فيها الحبّ والجمال والرغبة والخصوبة والرخاء والنصر، فينوس أو أفروديت التي يعتقد الرومان أنّها ولدت من البحر، وأي أسطورة وأغنية تنساب مع النيل إلى مصر، بها تفتتح حيوات أخرى من رحم الأرض السمراء تعلن تاريخها وتكاتفها ووحدانية العبادة في محراب العشق منذ أقدم الدهور، كيف لا وهي كوكب الزهرة المتقد حرارة، ويختال تألّقًا،
إلى هياكل الشعر ندخل في كلّ قصيدة ترنيمة صعود، لينقر النور صمت الظلمات، فكلمات النشيد تفضّ حدائق النعناع، محمولة على أكتاف المسافة ما بين الخيال والحقيقة، على سفح جبل التاريخ القديم، زيت يُشفي الجرح، وزيت قنديل ونبراس،
إلى المطر، وكم تغنّى به الشعراء، الشاعرة تدعوه ليشاركها النحيب، فقد طالت الغربة، وهدّ الهمّ أعتى الرجال. أسمع تردد السياب قائلًا في أنشودة المطر:
وتغرقانِ في ضبابٍ مِن أسى شفيف
كالبحر سرَّح اليدين
فوقه المساء .. دفءُ الشتاء
وارتِعاشةُ الخريفِ
ويهطُلُ المطرْ

كأنّ مطر الشاعرة هو استمرار لمطر السياب الذي طال انتظاره له، وأين منه في انتظار غودو؟
"نُحْ معي يا مطرْ
طالَ هذا السفرْ
عابرٌ ما عبرْ
دمعُ وجدي عبرْ
ما لماءِ المآلْ
هدّ جِدّ الرجالْ
نُحْ معي يا مطر
نُحْ معي يا مطر"
الماء هو عصب الحياة، ما نفع حياة لا ماء فيها، كما النيل شريان حياة مصر، من الماء تستمدّ الشاعرة قوتها، يعمدها المطر بتسابيح السماء، يسحقها الحبّ في معصرته، فتخرج روحها نبيذًا.
صور رائعة تترى ، تتراءى أمامي ونحن في مواسم الفصح والقيامة في كرم الزيتون، لتبدأ بالموت رحلة الحياة،
ومن خيوط الفجر يدقّ ضوء الصبح أوتاده، أتى الصبح ولكن الظلمة تلفّه، تقرع الأبواب، كي تتقي أنهار دماء تطاردها، وكأنّها تحمل ذنب الإنسانية كلّها، وتريد أن ترمي حمولتها في وجه الصباح، ولكن تبقى الأمنيات طي الريح والصدى الأسود. الطفولة بذرة تملأ تربته، تنمو، وتكبر، وإن لم تدفن حبّة القمح في الأرض لا تأتي السنابل، وإن كانت سنبلة فارغة من السبع العجاف، تبقى هناك حبّة حنطة لم تلوّث في الحمأ المسنون، لأنّها بنت الصباح "نجمة الصبح" ترشد التائهين، فيتحول الليل الطويل إلى زهرة تنام على سرير الكون، وصمت يستجير بأنين أوراق شجر، ترقص على وقع المطر.
أتراها ترقص ألمًا أم تيهًا على ضفاف الزمان؟ من يدري، ولكنّها على أبواب الحياة، تائهة تبحث عن حقيقة الوجود، عن ألم الروح والجسد ، الموت والولادة، أسئلة تقضّ مضجعها وفكرها وروحها، فتفتح أبواب النهار، تطلّ منه على الذاكرة في قصائد تاريخية، تستعيد الدهشة الأولى، والحلم الأول ،ولكن تُرى هل يضاهي نور النهار شفق النهاية؟ سؤال وجودي في فلسفة عظيمة تربط بين جدلية الموت والولادة، وهنا تطلق أسراب الحمام، أي الروح في سلام لاستخدام الحمام الذي يرمز دائمًا إلى السلام،
تقول الشاعرة، (السلام عليكِ يوم وُلدتِ) وإن كانت استعارت هذه الآية القرآنية، "سلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا" ففي هذه الآية تجلّى ما تبحث عنه الكاتبة وإلى كلّ ما تشير إليه، الصراع ما بين الجسد والروح التي تتوق إلى الانعتاق، كي تنجو من هذا القيد.
صراع النفس مع النفس وفي النهاية التسليم/ لمن يقضي بعدل.
وفي اقتباس اخر للآية القرانية ( للهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ)
كل الدلالة على التسليم الكامل، التصالح مع ذاتها ما بين الجسد والروح، وتعترف أنّ لهذا الجسد حقّا عليها، ولروحها جناحان أذنت لهما أن يحلقا بها. وهذه الفسيفساء التي ذكرتها في البداية تجلت في اطلاع للشاعرة الواسع على الكتب المقدسة وشغفها وتأثرها واضح لذا أكثرت من التناص والاقتباس،
في قصيدتها (بنات الكرخ) بين قوسين بنات أورشليم، التي تجسد صراع المرأة الشرقية قديمًا وحديثًا، في قوافل النور
وأكتفى بمثالين، توظّف الشاعرة الآيات المقدّسة من سفر نشيد الأنشاد لتصف جمالها وهذا يحسب لها
"عيناك حمامتان، خداك رمانُ روضٍ يانعٌ تحتَ النقاب"
والآية تقول هكذا: هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ.
.

واقتباس آخر من سفر نشيد الإنشاد:
خُذُوا لَنَا ٱلثَّعَالِبَ، ٱلثَّعَالِبَ ٱلصِّغَارَ ٱلْمُفْسِدَةَ ٱلْكُرُومِ،
تقول الشاعرة
" ووجدت حراس الطوائف في المدن
تلك الثعالب أفسدت بكر الكروم
فلتأخذوا تلك الثعالب"

إن ضلّ الإنسان الطريق، وإن ضلّ الحبيب عن الحبيب، وإن فتح الصدى فاه، وأراد اقتناص القلب، وإن تعرّى الوجد، ففي فم العصفور كلّ الخبر، يكسر ويجبر، تردّد الصوت، تخلع القلب، إلى النور تجري إلى الحبّ، تشدّها أشعّة صدر الحبيب، لتغرق في النور، ثملة بالحبّ الأبدي، الحبّ الذي لن ينزع منها، متجلية تمسح بشعرها وحرفها دم الأولين ممن استُشهدوا على مذابح الجهل في رقصة الموت والحياة.
ما بين القمع الحريري، ومعاني الكلمات وما بين انخفاض وارتفاع الإشارات التي تتردّد والعبارات يتجلّى الحضور الإلهي، في صرخة القمر، وفي الوقوف فوق الماء، ( ونحن نعلم من مشى فوق الماء) مقطر بالنور، محرّر من الموت بالموت، كاسر القيد بالقيد، خاط من النار وحيدته، نسرٌ يتجدّد عنفوانه، وبالحبّ هي منه وإليه تعود، لأنّها أول قصة حبّ في التاريخ، بين آدم وحواء، من ضلعه أخذت، محدثة هذا الفراغ الذي لن يملأه إلّا حواؤه ولو بعد زمن. هما نغمة الفصول، وأريج البخور من سفر تكوين البدايات، وبهجة الفردوس، هي وهو معًا عشّاق قدامى، يلفهما حكمة الله، محروسان بطوفان الحبّ الذي لا يحدّ، وهل هناك محبّة أسمى من تلك التي تجلت على مذبح العشق والطهارة، الحبّ الذي يحمل رسالة الإنسان، وأغاريد المحبين ، تراتيل عشقية، من مزامير داود إلى كتب موسى وإنجيل المسيح، لتكشف لنا الشاعرة سفرها المليء بالأمل والدعوة إلى سفر القلب (الحب)، وكشف النقاب عن المستحيل، محبة القريب كالنفس، هديل الحمام بين القصائد، ونغم النجوم تضيء الليل، الحبّ هو فلك نوح يقهر أعتى طوفان، وفي الداخل، حمامة تنتظر إطلاقها إلى ذلك القريب البعيد، لتقتنص قبلة الحياة التي تنتظر فوق الشفاه، على فوهة الوجع هناك تخطّ الشاعرة عبارات مموسقة من سحب السماء، وتصوغ في جمان من فضّة نبض القلوب، تفرشها على صفحة اليم، تنثرها لطير السماء وسمك البحر، للقاصي والداني تقول: لا بياض إلّا بياض قلوب تعمّدت بالحبّ،
وصقلتها رصاصة زرقاء بلون السماء. أوقفوا الحرب، أسقطوا الراء، ودعونا نعبر على بساط القصيدة الأخضر، هي هويتنا وهوايتنا، هي قيثارة جوهر الوجود،
تقول:" يا حبّ كن لي واحدًا لأكون أكثر
يا حبّ كن وجهًا لأفراد كثيرة
لأكون نقشًا موجعًا في قبلةِ النجمِ المقدّس
دع هئت لي لأكون جوهر"
للشعر كلمته الأخيرة، عند الشاعرة وكأنّه الحكم بين القلوب وبين الناس وكاتب التاريخ ومدون الانتصارات.
إيزيس كبرت، وأصبحت في عمر الفطام، لم يعد الحليب يرويها، لا تكتفي بالفتات، نجم مقدّس في الشرق يوزّع الخبز الأبدي، وفي هذه الصورة تنقلنا إلى الحبّ الموازي لحبّ الله الذي لا يقلّ أهمّية عنه، وهو حبّ الأمّ التي تعطي بسخاء، وتهب روحها في سبيل أولادها في قصيدة شجية لابنها.
وللوطن القريب والبعيد نصيب، شرقنا المتعب المهان، موت في كلّ مدنه، بركان لا تنفذ حممه ، هذا الشرق موطن الأديان، ومنه خرجت الرسالات السماوية، فيه الاقتتال وفيه تقطع الرؤوس على الهُوية.
الديوان حالة فلسفية في سماء أخرى من الحبّ تعلن فيه الشاعرة أنّ الحبّ هو الوطن، ولا وطن دون حبّ وكلّ ما في الأرض وما في السماء يتغنّى بالحبّ.
الحبّ يبني، والكراهية تهدم.
لنعش بالحبّ وإن كان لا بدّ من موت فليكن موتًا في الحبّ.

لوحتي...... محمد بشير 1995

لوحتي

عندما ..
لمحتك أول مرة
لامست ريشتي لوحتي الأولى
وربما ستكون الأخيرة
عندما ..
سهم من عينيك
من قوس روبن هود
أصاب منتصف القلب
امتزجت ألوان قوس قزح
بلوحتي الأسيرة
عندما ..
تبسّم تغرك
لؤلؤة في محارة كينونتي
ملامح لوحتي
اللمسات قبل الأخيرة
تضعني في محراب
لصلاة ..
لدعاء ..
لقبلتي الأولى
على سفوح صدرك
راعياً وأنت الأميرة
عندما ..
التقينا أول مرة
تناثرت ألوان عشقي
تعزف سيمفونية
الانتظار لربيع لوحتي
لتعلن بداية الخريف
تحت ظل الزيزفون
أوراق تتساقط تلحفنا
لنغني معا
عندما عشقنا

ومضات عابرة ....فيروز مخول

بيني وبينك
خصام شوق و اغتراب
وشعلة خائبة ...
كيف تحيا القلوب
دون احتراق ؟؟
.....
آتيك .....
أفتش عن هدى القلب
عن سلوى الحنين
لا انفلات لي من ظلك
وعيونك تعد. زفراتي
.......
أمشيك على صراط اللهفة
تأتيني ....على انحناءات النبض
يتقاطع الصراط والانحناءات
نلتقي في نقطة السكون
.......
أينك ؟
لم أعد أسمع نبضك
إياك والغرق
لا ....لا
وهل غرقت الشمس يوما
.....
مجرد إشاعة
مجرد مجردات
أن أعشق ....بعدك
سماء أخرى .
.........
فيروز مخول

همسات ليل بقلم / محمد عاطف كاتب وشاعر من مصر

(وجدتها )

قَالت ...
إنا خُلقنا للشغفِ والحُبِ ..
فَقُلتُ ...
وإنا إليهِماَ لَراجعون ....
فما بين مِطرقةِ رِموشكِ
وسندانِ شَفتيكِ
والغَرقِ ببحر العيونْ
أكونْ ... أو ... لا أكونْ
قالت ....
فلتَعشَقْنى بِقوة ...
ولتروِ ظَمأيِ ....
وعانقِ هوايَ ...
ووداديِ تَصون ...
وَنُودعُ سِنينَ عِجاف...
وَنَعزفُ لَحنَ خُلودٍ حساس ...
وأمتشقُ عصا الراعي ...
أهُش بها على العازفين ...
فَتُراقصُنى بكل دفءٍ وعُنفٍ
وننسي الزمانَ .....
وننسى المكانَ ...
وعبث السنينْ .....
همسات ليل بقلم / محمد عاطف
كاتب وشاعر من مصر

*غادة الصباغ :شاعرة سورية ..نشيد "ميدوسا"من مجموعة "أناشيد صوفية" من الكتاب الشعري "حارسة الريح"



لكم المراثي الممزقة
كـ خيم النازحات من وطن
مبعثرة مثل نظرة رجل ذكر في سوق ..
لكم الحين ،و مابعد الحين
و لكم الغابات المتمردة
لا طرق سهلة تتنفس الخطوات
لا ضوء ..
خضرة أبدية ..
في أفقها سيدة ما
سيدة أفردت جدائلها لرطوبة العشب ..
ميدوسا العذراء
لم يقربها رجل
كل حريق الخشب
فحيح الأنثى
نداءات الرغبة
تشعل في خشب توابيت الذكورة
الحرائق ..
لا اغنيات ..
لا ورود حمراء تهدى..
لا قبلات ..
لكم المراثي
و عذابات الطريق
و لي انا ..لي
صندوق غامض
احمله على كتفي
أسود ..
ينام فيه ماض من ذاكرتي
من اسرار لم ابح بها
تاهت في سراذيب قديمة
لوسيفر استوقفني كثيرا
قال لي :
ليكن لك ما يكن
امنح جسدك للقطارات ..
لسرير دافئ ..
مارسي الرقص
لست سالومي
و ليس الهواء عازف ناي لي
لي ..سبع وشائح
و شيفرة ..
و حبل معقود
و شجر كثيف
و ظل
لا شيء ..
أيضا
ان اردت
ربما ارقص رقصتي الأخيرة
و امنحكم كل اسرار الغابة
و سر افاعي ميدوسا
التي تفح في كل رأس
فقط فكوا جدائلكم ..
لكم الأفاعي الزرقاء
و رطوبة العشب
و لي ..
نعشي ..

نصف قرن... قصيدة فريدون سامان



ناكدتُ المُحالَ نصف قرن،
أمضيت نصف قرن من عمر البؤس،
وامتقع حلم طفولتي من المهد...
كان شبابي دماً مسفوحاً
لنعجة منحورة
على عتبة مذبح العادات والخرافة...
هجرت نصف قرن في الحسرة والزنازين،
وملاحم التشرد...
نصف قرن؛
وأنا في حال جذب كالدراويش
وسط حلقات ذكر العاشقين
واجتزت حقول سياسة الدجالين الملغومة...
والآن
تنكبتُ جثث أحلامي؛
أمضي صوب إحدى المتاهات،
وعشيرة المرائين يرجمونني...
ترجمة/محمد حسين المهندس
نیو سەدە
بە گـژ مەحاڵدا چوومەوە
نیو سەدەم
لە تەمەنی بەدبەختی بە ڕێ کرد
خەونی منداڵیم هەر لە بێشکەدا هەڵبزرکا
گەنجێتم خوێنی چۆڕاوی بەرخێکی سەربڕاو بوو
لەبەردەم قوربانگەی نەریت و خورافەدا...
نیو سەدەم لە حەسرەتی زیندان و
داستانی ئاوارەیی بە جێما
نیو سەدە
دەروێشانە لە نێو حەلقەی زیکری عاشقاندا حاڵم گرت
بە نێو کێڵگەی بە مینچێنراوی چەتەکانی سیاسەتدا
تێپەڕیم،
ئەمێستاش تەرمی خەونەکانم
لە کۆڵی خۆم ناوە
بەرەو ونگەیەک رێم گرتووە
خێڵی ریاکاران بەردبارانم دەکەن..

ثرثرة على الأبواب.......هادية آمنة تونس


من مدينة ووهان الصينيّة كان الرّحيل
كورونة لعينة قالت لصاحبتها
" أين المَسير ؟ "
" سَأندسُّ في الأجساد التي تروم الطّيران
على مَتن طائرة أو باخرة بديعة الألوان "
" قَطْعُ النّفَس عندي هواية
قُبْلَة هي جنون البداية
عِناق الودّ عندهم ظريف
ولمسة الطَّرْفِ حَراك خفيف "
" الجَسَدُ عندكِ يا صويحبة الوِعاء وشذرات الموت لَديْك انتشاء"
" الخُبث يُضيفُ اللؤمَ للكَذِب
من كورونة مثلي قد يَعْجَبُ العَجَب "
" الخوفُ هو جناح النِّعال
والهروب منّي أمرٌ مُحال
سكرة الموت أُهديها هديّة "
"هديّتنا بالحُمّى مشهورة
عويل سيّارات إسعافهم بها مسعورة "
" الفناءُ قادم لا مَحالة فيه
هو مصير الأنامِ طَريق نُنهيه "
" هل لكِ في زرع الجُرُعات اختيار؟
أم هو الخَبْطُ عشواء ..بلا ميزان ولا قرار"
" الحدود عندي لا خرائط تَرويها
سَخِرتُ بواضِعها ومن له يَدٌ فيها "
"الفقر والغِنى هل يُشبِعُ نهَمكِ الغرير ؟
لا أهتمّ بمَن أضَعُ في الرّمس
جليل كان أو حقير "
" هل يُؤْمَنُ من تمنّع بالحُجّاب والحرس ؟ "
" سهامنا نافذة وإن جيّش من العَسسِ ألف عَسَس "
أسباب الفناء صعب نُحصيها
كورونات نحن ببلاهة القدر نُغذّيها
حكايتنا للناس فيها رسالة
الخوف مُعلّم عليم
لسليم في لحظة يرتدُّ سقيم
هل ينفعُ الحذُر من القدر
أقْوالٌ هي تشدَّق بها البشر
الموت جمل قد يركَع على كلّ الأبواب
مثل تركيّ يروق لي ولا أهتمّ لِسُخط العتاب
أحفاد العمّ سام تشدّقوا بالبطش المبين
ومع الكورونات هل صارت الأقوال تلين ؟
هل يفاجئ الموت الحكيم ؟
لا يا صويحبة أراه مُتَهيئا دوما للرّحيل
زقزقة العصفور عند الفراق حزينة
أمّا الإنسان فترتدي أقواله لُبْسَ الفضيلة
شاع السؤال عن الحقيقة
الحقيقة هي بَشيرُ الزّمن
تتسكّعُ وراء الكَذب تُغذيها المِحَن
إرادة الشفاء مِنّا هي نِصفُ الشّفاء
وقد أضافوا لأدوائهم دواء أسْوَأُ من الدّاء
القهر والظلم والاحتكار
كفانا لغوا فقد ضاع النّهار
الأمل نور ساطع في ظلام الخطوب
تزداد به الشجاعة على كسب الحروب
عليهم بالجدّ والاجتهاد
والتزوّد بالحُلْم والعلم حتى وإن نضُبَ الزاد
تُكْتَسَبُ المهارة بالخبرة والاختبار
ولا تُغْني جولتنا عن العبرة والاعتبار
المعلّم راهب في محراب العلوم
بعد العسر تيسير
والوقت كفيل بالتّدبُر والتدبير
لو أحببتَ الشّجرة ستعشق الاغصان
من رماد الموت سَتُزهر الأوطان
هادية آمنة
تونس

صباح الخير....مانيسّا أمريكو

صباح الخير أيها الخوفُ النفسيُّ العظيم

صباح الخير للانتظارِ المرتبطِ بالحب
في صوتِ فيروز القادمِ من مسجلِ سيارتك أقصى الشوق
للطريقِ النابضِ بالمسافات
فلا أنتَ تعودُ
ولا أنا أصل
صباح الخير لقلبكَ المرتدي قتلَك
لوجودكَ الطاعنِ بالغياب
للبورتريه الهارب من الإنبوكس
ولكلِّ ما تبقى من الكلامِ
رغمَ ثقلِ الشفاه
مانيسّا أمريكو

و نعود .. .. إلى مصانع الخمر .. إلى مراجل الجمر قصيدة: بقلمي : عصمت مصطفى أبو لاوند سورية



يرد لمحياه
يرجع لسلواه
موج البحر
و يعود القلم
لزعيق الحروف
لعتمة القلب
.. لجرح الجرح
.. لفجر الفجر
و يخط على طين الدم
ذكريات العمر
و يعود الطير
لمأواه
لمغناه
.. لعين العين
.. للحن اللحن
و يشدو ..
.. لدرَّ الدرِّ
شعر الشعر
و يفتح البرعم الأخضر
لسقاه
لرؤاه
محافظ العطر
مياسم الزهر
نسايم السمر
و ينثر على قدِّ الهدب ِ
على جفن الجفن
.. نور النور
.. عطر العطر
و تبكي الشفاه
لسكناه
لأنثاه
و تقنع الفم
بالعودة
إلى ضفاف النبض
.. لنهر النهر
لأرتال الحروف و الكلمات
.. بدنَّ الدنِّ
.. بطين الطين
في مصانع الخمر
في مراجل الجمر
لنفح
لنسج
.. عسل العسل
.. قبل القبل
من .. زهر الزهر
من .. كرز الكرز
لحب الحب
لملاك الملاك
.. لعمر العمر
و ينزف الأرض
لجوعاه
لعطشاه
.. لموتاه
لسكراه
لثكلاه
.. لسجناه
و يحف بالصخر
.. حجر الحجر
و يحمل بحقائب قتلاه
عار الأمم
و يرحل .. كغيمة مطر
و تقول : لفيروز
غني ..
غني ..
.. لوطن الوطن
صباحك سكر ..؟!.
بقلمي : عصمت مصطفى
أبو لاوند
سورية

محمد شمس ( ذكريات ١٠ ذكريات بقلم / محمد عاطف كاتب وشاعر من مصر


فى بداية حياتى العملية ساقَنى القَدرّ والرِزق أن أحصُل على فُرصة عَمل بإحدى المُحافظات النائية ، تَعرفت من خلالها على زُملاء جُدد ، حيث جمعتنا ظروف العمل والإقامة سوياً ، فتمسكنا ببعضنا حيث كُنا جميعاً مُغتربين ، ومرت الأيام ووجدنا أنفسنا سواء قُدامى أو جُددًا متآلفين ومُفعمين بالحيوية والنشاط ،. ولكن أَجمَعت آراؤنا على أن الزميل المَدعو محمد شمس يُمثل عِبئاً على الجميع ، حيث أنه كان يَستَحِلي أسلوب الإستعارة ( الشِحاته ) ، من ملابس ، أحذية ، نقود وجرائد .... ، وكان يَبوح سراً لكل واحد مِنا مُنفرداً موشوشاً ومُطَالباً إياه أن لا يُفشي هذا السر لغيره حيث خَصه به ولا أحد سواه يعرفه ، فظروفه المادية صعبة جداً ويتكفل بوالديه وزوجة وبنات أخيه المتوفى فى ريعان الشباب ، وكان يكسب تعاطفنا رغم أنفنا وهو يقول ربنا لا يَكتِبه عليكم ، وكان يُصنف إستعاراته حسب كل واحد ، وعندما أتى على ذِكر إسمي ، بادرته قائلاً فكر بأى شيء بعيداً عن الملابس ، فجاوبنى على الفور سأشاركك معجوني، الأسنان والحلاقة والشفرات والكلونيا والعطور فهززت رأسي بنعم وسيف الحَياء على رَقبتى ، فمن عرفوه من قبلى أخبرونى ألا أندهش فهو إنسان يُتاجر بأحزانه، حتى المُدير بالعمل يَخُصه بساعات عمل إضافية دون الجميع ، وتحملناه على مَضض شِبه راضين ، فلقد كان لا يخلو من ميزة السرد الغزير للنِكات التى كانت تُضحكنا عندما كُنا نسهر ونتناول الشاى والقهوة ويقوم هو بعملية الإعداد والتجهيز وكنا نضحك ونمزح معه ، وكنت أحياناً أتناوله بأبيات شعرية سواء ممن كنت أكتبه أو مما أحفظهُ ساخرًا من أفعاله المُزعجة لنا وتضج الجلسة بالضحك . ذات ليلة وشوشنى شمس وأخبرنى أنه يُريد مشورتى فى مسأله شخصيه جداً على إنفراد ، فاننتحينا سوياً مكاناً قَصياً ، وإذا به يُخبرنى أنه يُحب فتاة ووقع فى غرامها ويُريد أن أكتب له بيتين أو ثلاثة من الِشعر وأذكر فيها إسم تلك الحبيبة كى يَبُثها حُبه وغرامه وهُيامه عندما يُحدثها تليفونياً ، فقلت له مُمَازحاً حتى الأحاسيس والمشاعر تُستَعار يا شمس !! ثم ضحكنا سوياً فقلت له قُل لي ما اسمها فقال ( عواطف ) فبادرته ..
يا من أُحبُكِ مِلء كُل عَواطفي ...
فصفق بكلتا يديه واحتضننى وقال يا سيدي ياسيدي أكمل ..فقلت له تلك بدايه وسأُكمل لاحقاً ...لكن با أقولك أيه ياشمس أنت عَيل نذل !!!!! فقال لماذا ؟!
فقلت له لماذا لم تفكر بالزواج من أرملة أخيك الكبير وأنت الذى ترعاهم ....، فوجدته زاغ بصره وكما لو راح تحت تأثير مُخدر البنج وإذا به يقول بصوتٍ خَفيض زوجة أخى ... زوجة أخى ....
أتمنى ... وبسط كَفيه ورفع حاجبيه وقال من بُقك لباب السما وليتها توافق ، إنها بنت حَسب ونَسب وغَنية فلقد أحبت أخى الذى كان يعمل مُحاسباً ويتمتع بوجاهه وصِدقٍ وأمانه وإخلاص لدى تجارة أبيها ، رغم عائلتنا البسيطة لكنها أحبته وتوسلت لأبيها أن يوافق على زواجها من أخى ، ورغم تقدير التاجر لأخى إلا أن موافقته كانت على مضض لإرضاء إبنته فقط ، وبعد الوفاة أخذ الرجل إبنته وبناتها عنده فى رعايته وكَنفه ... وإذا به وهو مازال يَهذى ، استفاق فجأة وضَرب كفاً بكف وسكت رغم تحريك شفاهِه صامتاً ، فوجدت نفسي فَاغراً فَاهي مَصدوماً مما أسمع ومن ثَمَ بادرته ولماذا إذن تَدَعيِ الرجوله والشهامه أنك تَرعىَ الأيتام !!! فأمسك بِكِلتا يَدَّيِ مُقبلاً ويستحلفنى بالله أن أجعل هذا سراً مابينى وبينه واسترني سترك الله ، ثُم عُدنا إلى مقر السكن وأكاد لم أنم تلك الليلة ولم أُخبر أحداً كما وعدته ، ومرت الأيام بعدها بكثير ..... وذات مرّةٍ عند عودتى من أجازه ، وجدت زُملائي يُخبروننى أنهم تشاجروا مع شمس لأنه ضايق زميلاً لنا وهما يتناقشان فانفعل الزميل قائلاً له أنا عايز أفهمك من أى المعادن البشرية بالضبط يا شمس !!! فالشخص الأنانى شعاره (نفسي ثُم الآخرين) أما أنت لا تُفكر سوى فى نفسك وفقط فما هو شعارك فى الحياة إذن أيها الإنتهازى ؟؟!! فرد شمس قائلاً شِعاري ثم أخذ يَعِد بسبابة كف يده اليُمنى على ثلاث أصابع من يده اليُسرى قائلاً نفسي ثم نفسي ثم نفسي ثم مَلعون أبوكم كُلكم ....!!!!! فانهال عليه الجميع شتماً وسَباً وضَرباً ولَكماً وركلاً ....فنظرت إلى شمس شَزْرًا وقلت له هل ما يخبرونني به صحيح ؟!! فقال أنا لا أقصدك أنت يا عاطف طبعاً ورَحمة أبوك وأستحلفك بالله والعيش والملح وعِشرتنا أن تُحافظ على السر الذى بيننا .......
ذكريات بقلم / محمد عاطف
كاتب وشاعر من مصر

الرفيقة المطاردة.. عفاف حسكي



أنا رفيقة مطاردة
يطاردني الريح
و المجتمع..و البنادق
من ممالك الغبار
يمضون مع كلابهم السلوقية
يتسلقون سلالم من هواء
يغلقون مسارب الضوء
و أنا صوت كل النساء
أمضي في دروب الحياة
لا أخشى قعقعة السلاح
و لا طلقة القناص
خفتاني الكردي المزركش بألوان الربيع
يلون وجه البلاد بالأصفر
و الأحمر
و الأخضر
من نقاء الدمع النبيل
أصنع مرايا
صلصال أحمر من تراب البلاد
و دم الشهيد
ينبت زهر
يبعثر عطري مابين النهر و الحقول و البشر
أسجد على العشب
أتوسد الحجر
ومن قامات الشجر
أصنع سارية
ارفع علم وطني
الى النجوم
اغني النشيد بلغتي
أسجد للشهيدة
للشهيد
للرفيق
تطاردني الخرافات
و عقليات الفحولة
لك قائدي من علمني فلسفة العشق
من حطم معي جدران العتمة
كل الولاء
لا تخيفني أصواتكم
و لا قيودكم
طالما معي الدفتر و فكر القائد..
و البندقية..
و الكتاب..

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة