ينكشفُ التاريخُ الحديثُ والمعاصرُ للكُرْدِ عن ضَراوةِ الإلغاءِ والإقْصاءِ اللذين يحفّان بكينونتهم في مَسْعَىً مُسْتَمِرٍ لِتَرْسِيخِ أَسَاطِيرَ أو سَردياتٍ أُخْرى تَتَوَخّى الهيمنةَ والتغوّلَ لإبادةِ هذهِ الكينونةِ لغةً وثقافةً ومكاناً بتشريدِ الأخير عن ذاكرته كما يشير سليم بركات في إحدى مقالاته. وفي ظلِّ هذا الاختناقِ الأنطولوجي لا مفرَّ للرّوائيّ الكرديّ سوى أنْ يقوّضَ أَسَاطِيْرَ الهيمنة التي تختلقها تلك القُوى التي تقتسمُ الفضاءَ الكرديَّ وذلك عبر الردّ كتابةً بسرديةٍ مغايرةٍ، تتوسّلُ التَّاريخَ الشَّفَويَّ الكردي الموغل في القِدَمِ وتَسْتَعِيْدُ المكانَ من غُرْبَتِهِ وشقائِهِ في لُغَاتٍ تَعْبَثُ بروحهِ، سرديةٌ تطلق سراحَ أسماء "العلم" الكُرْدِيّة من أرشيفاتِ المنع والاحتجاز التي أَسَّسَهَا المهيمنُ في محاولةٍ صلفةٍ لإجهاض (أو الإجهاز على) أي نظامٍ سيميايئ يشيء بوجود هذه الكتلة البشرية ولنسف الميزة التعددية التي تنبني عليها مجتمعات هذه المنطقة تحديداً. هذه السَّرديّةُ المضادة يمكنُ القبضُ عليها لدى الرّوائيين الكرد بصورةٍ عامةٍ (الريش، فقهاء الظلام، ممر آمن، حفلة أوهام مفتوحة، شنكالنامه، عشبة ضارة في الفردوس،گولسن، اللامتناهي ـ سيرة الآخر، ...والخزاف الطائش....إلخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*خالد حسين: كاتب و ناقد و باحث كردي سوري حاصل على الدكتوراة في الأداب، يقيم في اوربا، له كتب في النقد الأدبي، و ابحاث عن الشعر و السرد الروائي،
ملاحظة: المادة أعلاها مقتبس من بوست على صفحته، لأهميتها ننشرها هنا موثقة،
تقديرنا العالي للدكتور خالد حسين القدير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق