لا تخبريهِ أيتها الريحُ،
عن استغاثةِ شغافِ القلبِ
وعن حديثِ النجومِ وصرخةِ الفجرِ
تهذي حروفي، ويستدعيني القلمُ
غربةٌ وفرحٌ مسروقٌ وهاجسٌ
غبارٌ يعلو في الفضاءِ،
وكلما حلمتُ بأننا نقتربُ
ابتعدنا
الصمتُ يغلفني، وفي زاويةِ الغرفةِ
مثلَ أيقونةٍ أثريةٍ أجلسُ
أوقدُ الشموعَ والأملَ من اليأسِ أختلسُ
فيتناهى لي وجهكَ من بين ضبابِ الصباحِ
يفترّ ثغري عن ابتسامةٍ، أشتاقُ للثرثرةِ
أشتاقُ إلى ابتسامةٍ وأصلّي،
علّ التنهدَ يخترقُ الجدارَ
أطرحُ مئاتِ الأسئلةِ، حمقاءُ
لم أكن تلكَ الفضوليةَ يومًا
نتجاذبُ أخبارَ الوطنِ اللامنسيّ
في صدركَ وصدري
ونحدّقُ في مطرِ تشرينَ
يداهم خلوةَ أرواحنا
ويدانا تتأهّبانِ للعناقِ
فتبقى معلقةً، تجهلُ فنّ اللقاءِ
نتبادلُ نخبَ الذكرياتِ
من كوبِ الغيابِ
عرائشُ العنبِ أمامَ الدارِ
شقائقُ النعمانِ وسهلُ البلوطِ
إبرُ الصنوبرِ تحيكُ كفنَ الطفولةِ،
أجراسُ الحنينِ تعلنُ بدءَ المزادِ
طقوسُ الغربةِ
فُتحُ المزادِ
رسائلي
والأخيلةُ
فنجانُ قهوتي
محبرتي
وقلمي
الوطنُ المنسيّ
خبزُ أمّي
وأولُ قبلةٍ
زجاجةُ العطرِ
صرختْ غداُ
سأحبكَ أكثرَ
فراشةٌ حرّةٌ
حبسوني في قمقمٍ،
وسلخوا عنّي قميصَكَ الأخضرَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق