أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

السبت، 19 ديسمبر 2020

لوحة ذات ثنائية المعنى -2- أسم اللوحة ( دعوني أنعم بحياتي ) بورتریه للفنانة التشكيلية المصرية جيهان فوزي بقلم : شیروان ع. شمدینی


التشكيلية جيهان فوزى لا ترسم شيئآ لا يهواها، شيء لا يلهمها، لا ترسم كائنآ حين لا تجد نفسها فيها، هي ترسم شخوصها حين تحتويها بوجودها حين تزاحم جمالها، جمال الروح المتقمصة، حينها تعتريها رغبة جامحة في التصوير لتظيف لجمال روحها جمالآ أنثويآ أكثر صفاءآ لتشد المتلقي الفضولي مثلي للبحث عن المزيد في أغوارها تتركني أسرح ببصري الزائخ حائرآ. جيهان هي إمرأة تحمل على راحة يديها حمامة تقطر من ريشها الحريري ألوانآ، حمامة ولدت في أرض ولادة، أرض معطاءة مصر أرض الشمس فيها تلهب من يصيبها رجفة البرودة، دبيب حرارتها تتسلل عبر مسامات جلدها لتنعشها، ناقلة لهيب لون الشمس المنعشة لجسد الموديلة العارضة (إيلي دوراس) الصديقة والتي قد تكون هي من تمثل نفسها و ربما قد أختارتها بالمصادفة سيان عندها هي بطريقتها تحاول أن تحررها من أصفادها الملفوفة بزندها، حين تمرر جيهان نعومة أناملها لتفك أسرها وهي في الغالب تستعمل رقة أناملها بديلآ للفرشاة أو حين تمرر نعومة فرشاتها على جلدها و جبينها وهي كمصورة تشكيلية تحاول ترويض أو إخضاع الموديل طالبآ منها أن تغمض عينيها لتبيان طاعتها للجمال لتعلمها كسر الخجل والكلام. في اللوحة تبدو لي بأنها ربما قد أستعملت صورة فوتوغرافية في تجسيد بورتريه وهي حين تداعبها ببرائة أصابعها الملونة تشع منها نور الصباح لتعلمها طقوس التخلص من كوابيس قيودها للتخلص من لسعة نظرات ذئاب العصرالحجري حولها،
 هي جيهان تفرغ فيها طاقتها و تودع فيها قوتها وتلك السطوة الأنثوية الرقيقة لتنمي فيها إحساسها بالتأمل والنقاء ، لتشعرها بطراوة ندية في عينيها و هي تتأمل ذلك الجمال من خلال زجاج نافذة منزلها أو من خلال زجاج نافذة بلكونة شقتها سيان عندها هي ترى وداعة ذلك الجمال من زجاج النافذة المطلة على بلكونها وهي في الغالب تستعملها كمرسم عندها هي تراها هكذا كائنة خرافية ساحرة، وهي بمزج ألوانها الملتهبة تغسل جسد موديلها من الخوف والحزن والخجل. جيهان فوزي تمارس نوع من طقوس علاجي تيرابي لأعماقها. الصورة أو البورتريه للموديلة يبرز فيها دلالها الأنثوي بدءآ بملمس تصفيطة شعرها وهي مغمضة العيينين، عينين واسعتين نائمتين مبرزة فيها سحر كحل أسود بدوي التي تحيط بعينين ذاهلتين لغجرية مستسلمة لحلمها التي تلفهما شيء من الخوف والخجل والحلم، و هي في دواخلها تحمل لغزآ ( أنيجمائيآ ) تخفي ذلك الجمال و تلك المسحة الحزينة التي ترقد في عينيها. أعتقد هي بجمالها فقط كانت بحاجة لجيهان فوزي التي أغرمت بها من خلال تكويناتها الجمالية و بتعبيرها الجلية البسيطة التي لا تستطيع حجبها عنها و ما عليها إلا أن يخبرها كم هي جميلة و ساحرة كأنثى والسؤال هنا هل أنا الوحيد الذي أرى كل تلك التكوينات والجمال في وجه (أيلي دوراس) الفوتو موديل ذو الوجه الغجري الصامت ذلك الوجه العصي و السلس و البسيط ذلك الوجه الذي يلفه الكثير من الغموض والخجل. في البورتريه نجد الألوان فيها ساخنة سخونة ألوان نيران أشتعلت توآ أو على وشك الإنطفاء هنا وهناك نتلمس سخونة النار و إشعائها تشع في عينينا قبل جسدها الناري ثم يجعلها تفك زرار ستيانها لترخيها من شدة حر جسدها الشمسي، جسد نصفه التحتي حجبت عن المتلقي تاركة نصفه الأخر العلوي بائنة بحياء أنثوي خجل. هذه هي جيهان فوزي المبدعة تريد أن تقول لنا ما علي أن أفسر لكم متا تحتويها لوحاتي ..! وما يكون رد فعل التشكيلي حين يقول لها أحد من المتلقين عن ماذا تعبر هذه اللوحة ؟ و هنا ترد لنا جيهان بهدوئها المعتاد و بلطف ماذا تفهمون أنتم عن مضمون هذه اللوحة ؟ و ما علي إلا أن أترك التفسير والتأويل لكم أنتم المتلقون أنظروا اليها مليآ و ستعرفون ما أقصد و ما أعني...!
شيروان ع. شمديني
النرويج – أوسلو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة