هي جيهان تفرغ فيها طاقتها و تودع فيها قوتها وتلك السطوة الأنثوية الرقيقة لتنمي فيها إحساسها بالتأمل والنقاء ، لتشعرها بطراوة ندية في عينيها و هي تتأمل ذلك الجمال من خلال زجاج نافذة منزلها أو من خلال زجاج نافذة بلكونة شقتها سيان عندها هي ترى وداعة ذلك الجمال من زجاج النافذة المطلة على بلكونها وهي في الغالب تستعملها كمرسم عندها هي تراها هكذا كائنة خرافية ساحرة، وهي بمزج ألوانها الملتهبة تغسل جسد موديلها من الخوف والحزن والخجل. جيهان فوزي تمارس نوع من طقوس علاجي تيرابي لأعماقها. الصورة أو البورتريه للموديلة يبرز فيها دلالها الأنثوي بدءآ بملمس تصفيطة شعرها وهي مغمضة العيينين، عينين واسعتين نائمتين مبرزة فيها سحر كحل أسود بدوي التي تحيط بعينين ذاهلتين لغجرية مستسلمة لحلمها التي تلفهما شيء من الخوف والخجل والحلم، و هي في دواخلها تحمل لغزآ ( أنيجمائيآ ) تخفي ذلك الجمال و تلك المسحة الحزينة التي ترقد في عينيها. أعتقد هي بجمالها فقط كانت بحاجة لجيهان فوزي التي أغرمت بها من خلال تكويناتها الجمالية و بتعبيرها الجلية البسيطة التي لا تستطيع حجبها عنها و ما عليها إلا أن يخبرها كم هي جميلة و ساحرة كأنثى والسؤال هنا هل أنا الوحيد الذي أرى كل تلك التكوينات والجمال في وجه (أيلي دوراس) الفوتو موديل ذو الوجه الغجري الصامت ذلك الوجه العصي و السلس و البسيط ذلك الوجه الذي يلفه الكثير من الغموض والخجل. في البورتريه نجد الألوان فيها ساخنة سخونة ألوان نيران أشتعلت توآ أو على وشك الإنطفاء هنا وهناك نتلمس سخونة النار و إشعائها تشع في عينينا قبل جسدها الناري ثم يجعلها تفك زرار ستيانها لترخيها من شدة حر جسدها الشمسي، جسد نصفه التحتي حجبت عن المتلقي تاركة نصفه الأخر العلوي بائنة بحياء أنثوي خجل. هذه هي جيهان فوزي المبدعة تريد أن تقول لنا ما علي أن أفسر لكم متا تحتويها لوحاتي ..! وما يكون رد فعل التشكيلي حين يقول لها أحد من المتلقين عن ماذا تعبر هذه اللوحة ؟ و هنا ترد لنا جيهان بهدوئها المعتاد و بلطف ماذا تفهمون أنتم عن مضمون هذه اللوحة ؟ و ما علي إلا أن أترك التفسير والتأويل لكم أنتم المتلقون أنظروا اليها مليآ و ستعرفون ما أقصد و ما أعني...!
شيروان ع. شمديني
النرويج – أوسلو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق