-1-
قبالة الشاطيء
أذهب إلى مقهى ما
بمزاج هاديء
إنه عالم المنفى
أنا أدركه تمامآ
هناك تجد كل ما هو
أجنبي وغريب
مهم و دائم
الهدوء يخيم مشهد البحر
والأمواج المتلاطمة
تأخذ قيلولتها
تدفع بالقوارب الصغيرة
نحو الشاطيء ..
الهدوء يعم المكان
وأنا أسمع
صدى صمتكِ
ترن في أذني ...!
-2-
هناك في منفاي
حين أكون مع ظلها
فوق دكتنا المقوسة
أراها تداعب وجنتي
بأناملها المريشة
بلطف بحيلها الرقيقة
تتسلق
شرفة قلبي
لتسليني ..
لبرهة تتركني
مع نسمة المساء
سارحآ ..
بغتةً أراها تختفي
في حزمة غروب
الشمس المتلاشية
خلف الأفق
حينها يداهمني
صمت الغربة
من جديد ...!

صباحآ حين أتنزه
في عصف الثلج
أرى مشهد طفولتي
التعسة في مكان ما
يتلاشى كالحلم
ليأخذني
إلى مسافات مضيئة
وهو المشهد نفسه
حين أختفت ظلها
داخل ضباب
أودعتني بفيض
من مرارة الفراق
و أنا أستمع
لصوت شرخ الصقيع
أسمع وطأ
خطوات صمتها ...!
-4-
في صباح ثلجي دافيء
شممت شذا أنفاسها
من قهوتي المرة
و أنا أقتفي أثرها
لم يطاوعني ظلي
تصلب في مكانه نادمآ
هناك في ركن المقهى
صبية غجرية
تقتفي أثر قطة شاردة
و إذا بنسمة الصباح
تداعبني
بلمسها الحريري
ثمة وجه الحبيبة
تطاردني
أنا الشارد
في كحل عينيها
هي تشد كمامتها
بخلسة تلمحني ..
مودعة قلبي المدمى
من جديد
ثم تختفي بصمتها
في زحمة الغربة ..!
-5-
لوحدي أقف
على رصيف عائم
الأمواج طلاتم قاربنا
و الرياح
تأخذ نصيبها من أوراق
الخريف المتلاشية
الغيوم السوداء
تنذر بمطرعاصف
الضباب تحجب رؤياى
هناك في الأفق البعيد
ألمح ظلها
تمسح خديها
من رذاذ
كحل عينيها
هناك أرى ظلي
يلملم قطرات دمعها
قطرة قطرة
في حفرة يديه المبتلة
الصمت يخيم المكان ..!
شيروان ع. شمديني
النرويج
2019.12.12
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق