الموظف في دائرة النفوس
لم يحز إلا على شهادة محو أمية ، و كان ثقيل السمع
كتب أسماءنا
كالتالي :
أحلام بدل أحزان
وهيبة بدل رهيبة
مريم بدل مأتم
كارم بدل كاره
علاء بدل بلاء
فارس بدل قارس
له جزيل الشكر !
الموظف في دائرة جباية الضرائب ، كان أمياً و جاهلاً
كلّف أبي بدفع آلاف الليرات ، لأن البلدية
زرعت على الرصيف شجرة ، ورسمت
على الجدار المقابل
شاحنة قمامة .
الموظف في مديرية المالية أحمق ، يطالبني
بلصق طابع مالي بقيمة ألفي ليرة على ظهر كل قصيدة
و سيغرّمني بأضعافها ، إن
تقاعست .
الموظف في دائرة الأحوال الجوية
رفع تقريراً للوزارة ،يدعي فيه أنني متنبئة طقس كاذبة ، و أثير بلبلة في أوساط الجماهير ، وخصوصاَ الفلاحين
يقول أني أكتب عن رياح و عواصف ستهب غداً
وعن أراضٍ قاحلة وجفاف و عطش ، أكتب
عن استشهاد غابة و ذبول وردة
وهذا يحبط الزارعين ، ويربك
الحاصدين .
الموظف في برّاد المشفى
ما زال يخفي الجثث ، و مازلتُ أبحث عن أهلي و أجدادي
سارفع عليه دعوى قضائية .
الموظف في دائرة الهجرة و الجوازات
سرق جواز سفري ، و راح يقنعني بروح وطنية عالية
بأن الوطن يحبنا ، ويحتاجنا الآن
بأن الغربة كلبة بنت كلب
تلوك أرواحنا ، وتقتلنا
و لا أدري حقيقةً
ما أنا فاعلة
الآن !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق