إني شُغفت بنهدك المتنهِّد
و رأيتُ فيه الشوقَ والوردَ النَّدي
و رأيتُ ما شدَّ انتباه قريحتي
فسكبتُ في نهديْك جُلَّ قصائدي
لا تعلمي أنَّ النهود غوايةٌ
سحرُ ولا ينفكُّ دون تمردي
إغراءُ لا من بعدِه ... أو قبلِه
غير الجنونِ بمجمرٍ مُتوقد
ثمِلان مارويا من الخمر الذي
أسقيهما عشقاً بكلِّ تودُّد
قد أسكراني خمرةً عسليةً
ثم ارتشفتُ رضابَ ذاك الموقد
ألوانُ وردٍ قد تنوَّع شكله
وغفا على صدرٍ بكل تورُّد
فشممتُ عطراً فاح بينهما ومن!!
يحظى به يحيا حياة مسهَّد.
و ودتُ أني لو أُلاعبُ حلمةً
شهباء كالعسل المصفى باليد
نهداك في غلسٍ تفزُّ تحرقاً
ليُعانقا ثغرَ الحبيب الأوحد
يتسابقان على ضفافِ حنانه
زهواً كعصفورين بعد المولد
يتراقصان مع الهوى بتدلعٍ
يتمايلان على شفاهٍ سُجَّد
قَدّا قميصاً في شموخٍ مائسٍ
لنهودكِ يا حبي حين تشهدي
إغراءُ زاد من اشتياقِ تولعي
لهما... وصدّاني طريقَ تعبدي
فجعلتُ كلَّ تقربي بتضرعٍ
لهما... لعلَّ الله يقبلُ موردي
برزا بتيهٍ وانتشاءٍ مثلما
درٍّ لحسنِ جمالِك المُتفرد
صرخا لأنهما بسجنٍ مظلمٍ
رُهِنا كأنهما بليلٍ أسود
ضجّا لأن الحبس كان ملازماً
لهما وإن كان الحريرُ الأمرد
نهداكِ صومعةٌ تُجاورُ مسجداً
طال انتظاري قبل وقت تهجدي
حيرانُ أيهما تكون بدايتي؟؟
و نهايتي وكلاهما.. لي معبدي
في صدرك نهدان صار ضياهما
كالشمس يبرق مثل برقِ العسجد
ماذا أقولُ لناهدٍ.... لو أنَّها
كشفتْ عن المستور جنَّ توجدي
ممشوقةٌ والدرُْ في وجناتها
سرُّ الحياةِ ببوحها المتجدد..
عبدالله محمد بوخمسين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق