كل شيء يمشي
بعكس اتجاه الرياح
كل شيء خارج عن السيطرة
لا خضوع للقوانين
حتى الطبيعة خارجة عليها
السماء اختارت
لون الليل
والبحر
فضل الأحمر القاتم
أما
الامواج فقد
تمردت على المعتاد
فهي
ثملة ....سكرى
تنكرت لطقوسها القديمة
وتناست كيفية ممارستها
للمد والجزر
ها هي الآن
ترفع صوتها
لتقول :
لن أثور على الرمال
و لن امسح ملامحها
ولا
على نوارس البحر..
لن أعيق حركة قوادمها الحرة
لتحلق عاليا
لن أعكر زرقة السماء
ولا صفوة قلوب الأنقياء
لن أحرض المظلومين
على ركوب ظهري
ولن ابتلع ضحكات الأبرياء
في لحظة فرح
عجيب ما أراه !!!!
كل شيء غريب أمام ناظري !!!
كل شيء لا يشبه الأشياء !!
كل شيء فاقد الروح
فلا احد يشعر بوجع الحمام
ولا بغياب الحجل
من قمم الجبال
لا أحد يصدق البلبل
حين يطلق لحنجرته
العنان
لا احد يشعر بتلك الزهرة
وهي تغادر منبتها دون اختيار
لا أحد يثني على تغريدة الأنهر
المغامرة في عبور الوديان
ولا على سواقي القرية
التي تشق طريقها من تحت الصخور
وهي تنفض عنها غبار الأحزان
في وطني لامكان
لعش العصافير
ولا لزقزقة حناجر الأطفال
الموت الأسود يحصد الجمال
و يبيد الابتسامات .
في وطني
كل شيء مباح
الجاهل يحمل السياط
ويحكم بها العباد
السارق واللص يتباهيان
في وضح النهار
المجرم يطوف في الشوارع
والساحات كما يشاء
الغني يمص عرق الفقراء
و الوطن محمول على اكتاف الأوفياء
في وطني
كل شيء يمشي عكس التيار
الظلمات هي النور
والنور هو الظلام
القاعدة هي الاستثناء
والاستثناء هو المتاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق