لُبْنَانُ مُذْ كَانَ، شَاءَ يُبْتَكَرُ
فِي بَالِهِ الْمُسْتَحِيلُ وَالْأُسَرُ
وَاحِدَةٌ أُخْتُ أُخْرَيَاتٍ وَمَا
إِلَّا الْعُرَى بَيْنَهُنَّ وَالْفِكَرُ.
فَأُسْرَةُ النُّورِ لَيْسَ تُشْبِهُهَا
شَمْسٌ وَلَا نَجْمَةٌ وَلَا قَمَرُ
تَزْهُو انْبِثَاقًا فَكُلُّ زَاوِيَةٍ
بِالنُّورِ، وَسْطَ الظَّلَامِ، تَنْحَفِرُ.
وَأُسْرَةُ الْمَاءِ نَبْعُ مَكْرُمَةٍ
يَحِيكُهَا الْغَيْمُ آنَ يَأْتَزِرُ
بِالثَّلْجِ إِذْ أَجْبُلٌ يُكَلِّلُهَا
وَتَسْتَقِيهَا الْبُرُوقُ وَالْمَطَرُ.
وَالْبَحْرُ يَعْدُو يَخَافُ أَشْرِعَةً
لَوْ يَسْبِقُ الْمَوْجَ يَوْمًا السَّفَرُ.
وَأُسْرَةُ الْعِطْرِ، مَا الرَّبِيعُ أَتَى،
تَرْنُو إِلَيْهَا الْفُصُولُ وَالزَّهَرُ
وَتَرْتَدِيهَا الْحُقُولُ ثَوْبَ غِوًى
وَطَرْحَةَ الْمُسْتَهَامِ تَعْتَمِرُ.
وَأُسْرَةُ الْحَرْفِ شَدْوُ مِحْبَرَةٍ
أَسْرَابُهَا فِي الْخَيَالِ تَنْتَظِرُ
طَارَتْ... فَغَنَّى الْفَضَاءُ أَجْنِحَةً
حَطَّتْ... فَرَاحَ الْمِدَادُ يَخْتَمِرُ
وَالْكُتْبُ تَعْلُو عَلَى مَعَارِفِهَا
وَالْعَقْلُ يَسْمُو وَيَنْطِقُ الْحَجَرُ.
لُبْنَانُ عِطْرٌ وَخَصْرُ سُنْبُلَةٍ
وَسَكْبُ نُورٍ يَفِيضُ، يَنْهَمِرُ
مُذْ كَانَ، مَا كَانَ غَيْرَ أُسْرَتِهِ
فَلْيَهْنَإِ الْمُسْتَحِيلُ وَالْأُسَرُ.
حبيب يونس
24 – 4 - 2021
(الصورة بعدسة جورج الفغالي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق