لربما يرجع الزمن الى الوراء ديباجة لأمنية ليست بمستحيلة حين تُحَلقْ الروح العاشقة في غِبْطَة شاعرٍ مَدهوشْ مُوغل في الهُوة هُوة الغيابْ غيابْ الروح لتُعيدَ الذاكرة الى الوراء ذاكِرة شاعر مُغرَمْ يَحلمُ و بلطف مُحبْ مزاوجاً حُلمه مع مَنْ يُبادله الشَكوى و أحياناً الرثاء لحاله وهوَ يُضيقُ الخِناقَ على نَفسه خِناق دائرة أحكم هو غَلقُها على نفسه لكي لا تَفلتَ مِنه صوره لطالَما مازال يَحلم بإمرأة خُرافية ساحِرة تظهَرُ طَيفها في كل مَخلوقاتْ الشاعر المَرئية و غير المَرئية وهيَ كالريح تنفذ مِنْ خِلال الأغصانْ لا يُمكنْ الإمساك بِها و تارة تبدو كقَدحٌ مَكسور اليَدْ وهي تَنزلقُ أو أنزلقت مِنْ بَينَ يَدي هورمزيار إلا إنها هيَ هيَ تبقى سَيدة دائِرته الخانقة و هو بِدَهشة مَسحورْ يُراقِبها خلسة وهي تُراقص النجوم تدور في دائرة فلكه وهي بِسَطوتها تَهبط بنيزكها على قَصاصاتُ أوراقْ الشاعِر المتبعثرة هنا وهناك ليُلونَ بِها صورَ لوحَته الشِعرية ليَرتَفِعَ بِها الى عَنان السَماء كالريحْ تنفذ الى حَيثُ اللامكان وهو في بَحثه لا يَستكين ، يَستَقريء البحرَ والغابة و جَدبْ الصَحراء ليلتقيها ليَروي بِها عَطشه طالما يُبقيَ حلمَه مَسكوناً فيها كنجمته الوحيدة الآسرة و هوَ يَدور في فَلكِها ليبقي روحَه تَتلوى مِنْ شِدة الُحزنْ حُزنه وحْدَه وهوَ تارةً يَترِكُها لتلتصِقَ بأغصان الشَجَر وتارةً يُعاتِبُها بِلا مُبالاتها و يبقى هو أسيرَ ذلك التوق توق تَحرير الذاتْ مِنْ قيودها و هو في حالَته يبقى هوَ نَفسه ضَحيَة لا مُبالاتِها ويَبقى هوَ ذلك الطَريدَ التعس والصَيادْ البائس فهوَ في الدُونيا بمنأى بَعيدْ عَنها حتى الريح أصبَحتْ تَعصِفُ ضدَ أماله و هوَ لا يَرى عِشقه إلا حُطاماً في خَرابَ أطلال مَنزله القُرَوي فَهوَ منذ زمن قد رَحَل مِنها وهناك للمرة الأخيرة تَركَ لها تَغريدته الحَزينة على أغصان قَصائده اللامَسموعَة ليبقي قَلمهُ أصبُعاً لقَلبه و هوَ الآن لا يَملك غَيرَ أُغنيَته الوَحيدة التي يُرددها لأهدابَ عَيني الحَبيبَة لنفسه طالباُ الرجاء ، رجاء مَجيئها اليه لتهدأ النار المتأججة في عظامه لتَرسو في ثَنايا قَلقه ، قلق تلك الروح الهائمة حالماً لرُبَما و في إحدى الأماسي قَد تَطل عَليه ليرش شُرفَة قَلبه بماءٍ بارد أو ساخن سَيانَ عْنده ليُسعفه بفَيضٍ مِنْ أنفاسِها ليداويَ بِها روح الشاعِر المولعة بهيامها فشاعرنا لا يُستَبعَدْ مجيئها لا بَلْ هوَ واثقٌ بأنها سَوفَ تَأتي لا مَناصَ لنَدعْ هورمزيار الشاعر الأمير يَحلمُ بالمَجانْ فالشاعر في النهاية لا يَملك غَيرَ أحلامه المَجانية.
(لرُبما يَرجَعْ الزَمنَ الى الوَراء)
شعر: عوسمان هورمزيار
الترجمة و القراءة: شێروان ع. شمدینی
كُنتُ ما زلتُ مُراهقاً ، لمْ أكنْ أعرفُ يَميني مِنْ يَساري
و حينَ أيقَضَني الديكُ مِنْ أحلامي اللذيذة كانَ الوقت مُبكراً جداً
الآن خَواءَ قلبيَ يبدوَ كمَشهَد خَرابَ مَنزلٍ ريفي
عَدا هاتفٌ منكِ لنْ تَتَشيدُ بُنيانَ مَنزلي بِهاتفِ أحَدِ أخرٍ
قِصَتُنا هيَ خَليطٌ مِنْ مَسحوقَ دَقيق الزُجاج و ذَرات رَملٍ ،
كَيفَ السبيل للفَصلَ بَينَهما ..!
مثلي لا أحَدٌ كان ضَليعاً بِمَعرفَة أثمانْ الجَواهرِ
و لكنْ أنتِ كنُتِ كقَدحٍ فاقِدْ المَسكةِ ، فَجأة مِنْ يَدي أنسَلَختي
عمقَ دَواخِلي هوَ جَبَل قَنديل ، لا يَمْضي يَوماً إلا و تَنهالَ عليه الصَواريخَ و مَدافِعَ بُعدكِ و صَمتكِ عَني
لا يَمرَ يَوم إلا وأحَرقوا الأخضَرَ و اليابِسَ فيه
و إذا في خارِطة صَفحات كُتبَ الجوغرافيا لا صَوت يُسمَعُ
موبايلي يَقولُ لي الآلاف مِنْ الأسماء سجلتيها بأسمي ،
و إذا بِبالي لا يَهدأُ في قلبيَ
فقط للحظة سَجلْ رَقَمَ هاتفَ تِلكَ المَرأة عليَ
و فيما بَعدْ أكسرني ، لأستحيل الى مَطحونَ مُهشمةٍ
ما زَال عَجوزٌ مَهابادي يَحلمُ بِرَفرَفة العَلمِ في (چوارچرا) ،
و أنا بكِ
الأوراق البَيضاء المُتَبَعثرة حَوليَ
تقولُ لي: يَومياُ و لمئات المَراتْ أنتَ تُطعِمَنا أسمَ هذه المَرأةِ
ألا تملك ضَميراً يَكفينا السَماع لقدْ أصبتَ الجَميعَ بِمَرَضْ السُكرِ
دونكِ المَدينة هذه تَشبه قُبح مُطربٍ بِدَمٍ ثَقيلْ
و هوَ يَقرأ بَيانَ نشوبَ حَربٌ دَمَويةٍ
دونَكِ تبدو هذه المَدينة كصحراء قاحِلةٍ
قُلْ لي بِماذا يُبهج الإنسان قَلبه في جَدبْ هذه الصَحراءِ ..!
حينَ تَغتسلينْ تَلتَصقُ شَعركِ المُبتلةِ بِكتفيكِ و رَقبتكِ
هكذا و بِنَفسْ الشَكلْ أسمكِ بأشعاريَ و بِعُمريَ مُلتصِقُ
أنظري كمْ الغابةَ تَكره قاطعي الأشْجارِ
و أنا بنفسْ القدر أكرهُ وَحشة تَوَحدي
عُزلَتي لنْ يَتَمكَنَ أحدٌ بإملائِها إلا أنتِ
الشَيخوخَة طفلٌ نَزَعَ حِذائه و هوَ يَتسابقُ في أزِقةَ قَلبي
أنتظرُ مَجيئكِ لتأتينَ ، لتَرشي بالماءِ غُرفةَ قَلبي
لربَما يَرجعْ الزمنَ الى الوَراء
ليسَ مِنْ المُستَبعَدْ أنْ تَأتينْ ، لا أنا واثقٌ بأنكِ سَوفَ تَأتينْ
عوسمان هورمزيار
چوارچرا: هي أسم ساحة في مدينة مهاباد عاصمة جمهورية كوردستان و هي ترمز الى أربع فوانيس التي تمثل نضال الكرد في الأجزاء الأربعة المقسمة بين الدول الأربعة المحتلة.
هناك شوارع في عموم كوردستان سميت بچوارچرا عدا في تركيا ممنوع تسمية شوارع كوردستان بأسماء كوردية.
لهوانهیه ڕۆژگار بگهڕێتهوه دواوه ))
هێشتا ههرزهكاربووم ، ڕاست وچهپی خۆم نهدهناسی
كه كهلهشێری خهم زۆر زوو خهوه خۆشهكانی زڕاندم
ئێستا دڵم بهوێنهی خانوێكی چۆڵی لادێ داڕماوه
بهزهنگی نۆ نهبێ بهزهنگی كهسی تر نۆژهن ناكرێتهوه
چیڕۆكی ئێمه تێكهڵ بونی وردهشوشه ودهنكه زیخه ،چۆن لێكیان جیاكهینهوه
كهس وهكو من گهوههرناس نهبوو
بهڵام تۆ بهرداخێكی بێ دهسك بووی ولهدهستم خزیت
ناخم چیای قهندیله ،رۆكێت وبۆمباكانی دووری وبێدهنگیت
ڕۆژنیه تهڕ و وشكی پێكهوه نهسوتێنن
كهچی له نهخشهی ناولاپهڕهكانی كتێبی جوگرافیا بێ دهنگه
مۆبایلهكهم پێم دهڵێ ههزاران ناوت لهسهرتۆماركردووم ،كهچی دڵم داناكهوێ
تهنیا یهك چركه ژمارهی ئهو ژنهم لهسهرتۆمار بكه
پاشان بمشكێنه ،با وردوخاش بم ،
پیرهمێردێكی مههابادی خهون بهئاڵاێكی شهكاوه دهبینێ له چوارچرا ،من بهتۆ
پهڕهكاغهزه سپیه پهرش وبڵاوهكانی چواردهورم
پێم دهڵێن ڕۆژانه سهدان جار ناوی ئهو ژنه دهرخواردی ئێمه دهدهی
ویژدانت ههبێ ههموومانت توشی نهخۆشی شهكره كرد
ئهم شاره بێ تۆ له بێژهرێكی ڕهزاگران دهچێ
كه بهیاننامهی ههڵگیرسانی شهڕێكی خوێناوی دهخوێنێتهوه
ئهم شاره بێ تۆ بیابانه
پێم بڵێ مرۆڤ دڵی بهچی خۆش كا له بیابان
كاتی خۆشوشتنت پرچه تهڕهكهت بهشان وملتهوه وهدهنوسێ
بهههمان شێوه ناوت به تهمهن وبهشیعری من وهنوساوه
دارستان چهند ڕقی له داربڕه من ئهوهنده ڕقم له تهنیایه
تهنیایی من بهكهس پڕ نابێتهوه بهتۆ نهبێ
پیری منداڵێكه پێڵاوهكانی داكهندوه و له كۆڵانی روحم غاردانێ دهكا
چاوهڕێم بێی ژووری دڵ ئاوڕشێن بكهی
لهوانهیه ڕۆژگار بگهڕێتهوه دواوه
دووریش نیه بێیت ، نا دڵنیام دێیت
(عوسمان هۆرمزیار)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق