هائما
تائها وراء آخر زوايا خلوة مدينة سكانها الخمارون
يمتزج جراح عثراته
أمام ابواب المنايا
بدماء العصافير
سيمضي
دون ان ينظر الى فيئه
وفي مدينة مغموسة بالضباب
عند عتبة تكايا النجوى والقيام والاحتراق
يردد نشيد لعنة الحب سكرا
( أي كرنفال جنوني هذا )
يودعون هودج عرس الضباب
نحو منزل ضياع السراب
يقرعون دفوف الحياة
ويهشمون مرايا الخيال قطعا متناثرة
سيقدم من بين أسراب العصافير المهاجرة
عصفورا ما
يحدق بعيون انتظار اليأس
في لحاظ العشاق
يسلم قصص الذكريات لحارس المقبرة
حتى تغدو العين شلالا للدموع المنهمرة
سيمضي هائما فوق القطع المتناثرة لزجاج المرايا
في اتون هذا الضباب الكثيف
سيغدو آية للخطيئة الازلية
تناله لعنات الآلهة
كي يخلق ظلا من الريش المتساقطة
لاجنحته الرحيمة
مرددا نشيد العشاق
مدينة الخمارين الاكثر سكرا
جراء الاحتراق تحت اشعة الشمس
سيدرك فهم سحر قصة الوجود والعدم
كم هو الموت لعبة فارغة
كم وهم جميل بعد التحديق في السماء
سيتخلى العصفور عن التناسخ
سيغدو امير قصص عتبة ابواب الحياة
سيغلق بوابات المنايا
في ليالي رحيل الفرسان السوداء
ويبطل سحر الوجود
يحدق في الابتسامة الصافية
الاجمل من الجمال
ويقيم صلاة العشق
امام جثامين العصافير
ليأتي مرتكبي الخطايا
ويرجمونه باسمك
لكن لن تهب في تلك المدينة المصلوبة
عاصفة واحدة
لتعصف بهذا الكرنفال الاسود
ولن يقدم خضر
ليناجي أرواح الأجساد المزهوقة
ويتلو امام الاوراق والطيور
الرسالى الاخيرة للسحب الماطرة
لسنابل القمح الصفراء
الى ان يعود
ستذبل الاشجار
وتموت العصافير
فالجدران والازقة وحتى الشوارع
تفوح بعبقك
سيأتي ليمضي هائما
ويهددج ارجوحة سهر الليالي
ويتساءل :
أي حلم هو الوجود في العدم
سينشد اغنية
على جثامين العصافير
سيعطف بأمواج خياله نحو سواحل اليأس
سيختلط تارة اخرى
بضباب مدن الغربة
ستختفي الشوارع
الأوراق
الطيور
في الضباب
عين ما
تحدق فية
يهزهز بيديه
ارجوحة الفجر
سيعود عصفور
ليسقط ريشة من جناح تقويم ذكرياته
ومن ثم يغمر نفسه في نبع صافِ
ليظلل بجناحيه مرجا مهجورا
قد يبني عشا لصغاره
على حافة طريق
او يغدو في درب ما
قطرة من ماء النبع الصافي
لحنجرة مسافري مدينة السراب
أو ...؟
ترجمە: مکرم تالبانی
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق