أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 7 يونيو 2021

الجدة ..والحفيدة ..* غادة الصباغ* *



أنفض عنك غبار الهزيمة
القاتلة ..
و أخلع فستانك القديم
ربما أبتاع فستانا جديدا مزركشاً بالأزرقِ
مشتعلاً بعشقِ السماوي
سأنتعل حذاءً أبيض
له لونَ قلب الحجر
سأشتري مرآة ..
أخبرني هو :
أنك جميلة
في فضة الزجاج
كانت تحاول أن ترى وجهها
امرأة متهمة بالدوغمائية في المساءِ
و شيزوفرانية في الصباح
سأرقص رغم الجميع
أرقص مع ظلي ..!.
فالظلال لا تنتعل أحذية بيضاء ..
و الأشجار أيضاً
المرآة تحوّل جسدي العاري
إلى عشتار مقدسة
و عيناي نجمتان مسافرتان
كانت جدتي تقيس علو السماء ..
و فستاني الأزرق
كانت جدتي حين ترخي جدائلها المترعة بالشيب
تدندن بأغنية موغلة العشق
و الحناء نيران تشتعل بشعرها ..
حرائق الحناء تذيب بياض الثلج ..
يعلنان وقف أطلاق النار
وهي تعلن أغنيتها
تضحك ..
تخبرني بعلاقتها المريبة مع الجنيات ..
اللاتي يلبين طلباتها
بالقليل من زهر اللوز
زرعته خفية عن جدي
كانت تسقيه بماء يديها ترقص بساحة دارها
أرامل سافر أزواجهن في البحر ..
و ما عادوا
إرتدت حذاءً قديماً ..
و رمت لي أساورها
و بدأت الرقص ..
من جديد
تنفض عن سنواتها الفساتين
و الملل ..
و البياض ..
الهزيمة المالحة ..
____________________
*نص من مجموعة " سرديات أنثى"
**غادة الصباغ :كاتبة و شاعرة سورية لها
-"حارسة الريح"
- "سرديات أنثى"
- "أناشيد صوفية"
و سلسلة نصوص بعنوان :"فلسطينيات"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة