، ويشتمل الأدب الساخر على كافة أنواع الإبداع الأدبي الذي يطرح موضوعاته بسخرية ،والكاتب الساخر هو من يحول الألم إلي بسمة ،والحزن إلي إبداع فإن لم يكن للكاتب الساخر قضية مهموم بها ورسالة يريد لها أن تصل، فإنه يصبح مهرجاً،
الكاتب الساخر يجعل القارئ يبكي من فرط الضحك، وفي الوقت نفسه يضحك من فرط الألم .
من هنا كانت الفكاهة في السخرية وسيلة لا غاية في ذاتها
فالســخرية وإن ارتبطت دلالاتهابالهزءوالتحقيرإلاأّن إتقانها يستدعي ذكاًءوفطنة شــديدين لايتوّفران فــي أّي كان،لذلك تُعتبر بعدا كبيــرا بين المثالية والواقع ،يمكننا القول إن الســخرية فن قائم بذاته،
تتزاوج الّســخرية في وجهها الهازل مع الألم،فيأتــي لوقعها صدي غريب، يمتزج فيه اليأس والرجاء، الدمعة بالضحكة المأســاة بالملهاة ، في خلط مذهل. فالّسخرية رغم شكلها الهازل، ذات وجه مأساوي ينطوي علي فجيعة مدهشة إزاء لامعقوليات الشر والخديعة في هذا العالم. )عكاري، 1991م: ١٦( فتنطلق الّسخرية حينئذ تعويضا يعيد للمثل توازنها، وذلك عبر قهقهة عابثة ينطلق دويها في ذورة الكشــف العاري للحقائق، حيث يختلط الإحســاس المفجع
باللاهي، وفق وتيرة ضحك مأساوي يختلف عن رنين الفرح. )المصدر نفسه: 27( تســيرالّســخرية في اتجاهين:اتجاهإيجابي بناءواتجاه ســلبي هّدام،والهدم مرحلــة حتمية في إعادة البناء. وأيّا كان اتجاهها وشــكلها فإ ّن طعم القســوة هونكهتهاالخاصة ،لكن هذه الايام القســوة ليست هي نفســهافي كل مجالات السخرية
إذا فالّســخرية نقد أو طعن مصوغ في ثوب فكاهة، إنها بديل مقبول للعقاب وهجوممتعمدعلي شــخص بهدف ســلبه كّل أســلحته وتعريته من كّل مايتخفي فيه ويتحصن وراءه.
أما دواعي استخدام السخرية في الأدب ،،
جعل بعض الشــعراءالّسخرية من الآخرين والأشياءوالّظروف،سلاحا حاّدا لحصوله على حقوقه المستلبة ،
يري البعض من الأدباء الّســخرية طريقة مناســبة لتنبيه الظالمين والأشراروالمتعجرفين دون أن يخاطروا بأنفسهم مباشرة .
- و قد يتخذ الشاعر الّسخرية أسلوبا لتعويض ما يفتقده من الجمال الظاهري أوالفقرالمادّيأ والمكانة الاجتماعية و....لهذه الأســباب تكونا لّســخرية أكثر إفصاحــامن الأســاليب الأخرى،ونجدالكلام الّســاخرينافــس الكتاب والإعلان والخطاب ويتفوق عليهم جميعا في تبيان سيئات المجتمع في الجمال السياسي
أو الاجتماعي أو الاقتصادي... . - قد يكون الأسلوب الّســاخر انتقاما لما يتلقاه الشاعر من الإهانات والمذلات
»فالســخرية تترجم حاجة روحية المجتمع يسحق الشــاعر بلامبالاته وإنكاره،فيسحقه الشاعر بأن يسخر منه ويحتقره.« )أدونيس، 1983م: ٤٠
يتبع .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق