شرانق اللهفة..
عذباً ،تمرُّ على أعشاشِ
الطفولة ثملاً
بلهاثِ المسرات.
مثلَ صلاةٍ تداعبُ
وجهَ النهار، مثلَ
أنينٍ لمدائنَ
هجرناها عنوةً.
يليقُ بك الحضورُ
المباغت،تليقُ بك
شرانق اللهفة،
فوجهكَ مازال مثل
كوكب ،يكشفُ الضجرَ
عن مداراتِ الكون،
بابتسامةٍ صباحية.
بصمتكَ الآثم ،
سأداهمُ كل
مفازاتِ العطش،
وأنتظرُ
مواسمَ تزرعكَ
عشباً في المرايا،
فهذياناتُ الليل
لم تعد تكفي،
لتخضلَّ المواويلُ على
سياجكَ البارد.
عُدْ بهيبةِ الأعذارِ
،لأحدثك
عن ريح الشمال
التي كسرت قلبي ،
وتركته معلقاً
هناك يهدهدُ
رعشةَ الفراغ.
عن فصاحةِ اللونِ
الذي طوحته
غيبوبةُ المكان.
عن وردةٍ تعمّد
السياجَ ،
ليصير المدى
ناياً يجسُّ
خاصرةَ المسافات.
عن سلالاتِ
النوى ،اذ يسرقُ
الصمتُ بحّة النهر ِ
في صوتي.
القراءة:
و هل من قداسة انقى من صلوات الامهات، و هل ادفأ من اعشاش الطفولة، حيث حنان دافيء، و صفاء انقى من صباحات الاعياد فترفل البيوت بالفرح الثمل بالضحكات،... حينما يمضي كل هذا البهاء تتحول مسافة الذكريات الى انين ناي مترع بالحزن و الألم، و يستمر جريان نهر البعاد يبوح خريره في فضاءات عطش مفازات الانتظار، الذي طال و انطوى على مواسم مزروعة كعشب اخضر ندي كشرنقة تتلهف لصيف مشرق له ألتماعات نفس مسكوبة مثل دمع يشبه القصدير فتخضل العيون السامرة، و القلب يهذي ملتاعا يئن بصمت، يقتحم صمت آثم ضجر، فيعلن عودته كموعد صلاة ليداعب وجه النهار، يحمل هواءه انين مدن هجرها دونما رغبة، تلك المدن المسكونة في خاصرة الوجع، في الشمال البعيد المعلق كفانوس يهدهد عتمة الفراغ، يرتعش القلب من الغياب، و يعلن القلب انكساره، وهو يتذكر تلك الوردة التي تعمدت بالسياج و المسافات و الحدود..
ضمن كل هذه المشاعر المباغتة كضوء نهار بعد عتمة ليلة موغلة في الشوق و الأنتظار.. تحتضر الصورة الأكثر وجعا، فشرانق اللهفة قد تاقت الى الانفلات كالماء من بين الاصابع في جرعة تطفأ ظمأ الحضور، فلم تعد كل حكايا العشق، و كل القصائد وكل الكلمات تكفي.. تعتذر من غربتها و من كل خطوة خطتها نحو براري الغربة، فكل الاعذار لم تعد كافية.. و كل الدمع...
حينما يأتي لن يبوح له.. انما نهر الشوق كناي صمت طويلا، نهر بكل ارتعاشاته القدسية سيعلن بكل فصاحة اللون عن أخضراره لضفاف فارقها طويلا.. بعيدا عن لغة الحضور و شهية اللقاء..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق