أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

رحلة في بلاد الجنون بطرس نباتي



أتسكع وحيدا في طرق اجهل إنتمائها
لمدن مجهولة الهوية
قاطرات مكدسة بأجساد لا اعرفها
رائحة القهوة على ارصفة القطارات
تزكم انفي
من بعيد
أصوات صفارات الانطلاق
تعلوا ثم تعلوا لتتلاشى
وسط زحام المارة على الطرقات
سكك حديد تأن تحت العجلات
قطار قادم وآخر يغادر
وسكك اخرى خالية
تلتف كأنها حيايا تتعانق
في مشهد عشق رهيب
كتل من غيوم بيضاء وسوداء
تحتل كبد السماء..
تنذر برذاذ
مطر صيفي ناعم
بنعومة ابنة ضفاف الفرات
إعلام زرقاء وصفراء تخفق
تتلوها نحيب وتاوهات العشاق
المودعين للأحبة ..
•••••
في ايسن بانهوف
ودعنا على ارصفة العمر
اخر انفاسنا
انطلق القطار يصفر من جديد
ليحط على رصيف اخر
امام ساحة فريدريك بيك
ألوان قزحية تلتف حولي
تشكل حلقات دائرية
من اشرطة قرمزية
الكل يرقص رقصة مجنونة
يلتفون بخصورهم الرقيقة
كالحايايا في تناسل غريب
لا فرق بين ذكر وأنثى
الرب خلق أجسادا عارية
حتى من أوراق التوت
اجسادٌ عاريةٌ
ترقص رقصة غجرية
تداعب بإقدامها
طرقات المدينة الساهرة حتى الفجر
تتمايل يميناً او يسار على أصوات
موسيقى تدخل الجنون فيراسي الخاوي
من كل الأشياء
عدا بعض الذكريات
جلها عن موت او قتل بطيء
في بلاد غادرها الأحياء
ليحتلها الأموات
كلما تطفوا فوق البلطيق آلوان قزحية
يخفق فؤادي يرتجف
يظل يبحث عن ظل
تلك البلاد في المجهول
•••••
سواد يغطي وجه الارض القاحلة
الارض الموبوئة بالفساد ورائحة الدخان
تنبت جثثا تبحث عن رؤوس مقطوعة
جذور منذ عهد كلكامش
ولحد الان .. ولا زالت
تحرث في العشب الأخضر
تقلب تربة، كانت ارض السواد
تبحث عن أشجارا يابسة
مقطوعة الجذور تعرت عن اوراقها
قبل قدوم الخريف او الشتاء
أشجارا لفتحها شمس دموزي
وحرارة الجو الملتهب تفوق بلهيبها
حرارة وسعير الجحيم
وسوق الرقيق الذي يعج بلحوم طرية بيضاء
وتجارا حمقى ذوي كروش يمسحون بها
بلاطات اروقة الخلفاء
يعرضون بضاعتهم
على ارصفة المدن القديمة والجديدة
المتعبدون يحملون على أكتافهم
الاه هبل او إلاه اخر جبار
يرتاد سوق النخاسة كل مساء
وأفواههم تذكر اسمه تردد اسمه
آلاف المرات
ينادى باسمه المعظم كلما
يبتلع احدى الجميلات
وفوق ارصفة القطارات المغادرة
زجاجات خمر معتق
وصورة لامرأة تتعرى
ومجموعة كلمات
خشيت عليها من حدقات عيون المارة
جعلت جسدي لها كساء
كي أغطي عريها الابدي
لئلا تباع ،ليشتريها فاسق آفاق
ياتي من الشرق مع كل قادم جديد
من سوق النخاسة والعبيد
الى بلاد الفسق والجنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة