و قد جاء في أستهلال الكتاب الذي قدمه كاتب المنشور عبدالوهاب بيراني
.. تحاول الشاعرة و الكاتبة الكردية مـيــــديـــــا شــــــيــخـــــــة اعادة قراءة تاريخ جغرافية واسعة موغلة في القدم، جغرافية منهوبة طرقت دروبها العصابات،و كل غزاة العالم و العصاة و الطامعين بكنوزها و خيراتها، فلا انهارها نضبت و لا جبالها تهدلت و لا شمسها انطفئت، عبر نص ملحمي طويل تتابع الشاعرة شيخة تفاصيل احداث و ومضات من تاريخ شخصيات بطولية و انبياء و اولياء و قديسين و شهداء و نساء، تعيد الى الذاكرة اماكن و اسماء، تتحول الى راوية،تسرد لنا حكايات و حكايات عن زمن تليد، و عن ماض مشرق نقي، تعبر بنا الى حاضر مظلم، سد الغزاة كوة فضاءاتها، و حجبت عن بلادها"كوردستان"شمسها، و تعبر عن تفاؤلها الثوري بقدسية القضية و طهر ترابها، تعانق اغصان زيتونها و تتعمد بمياه ينابيعها و تطحن حنطة سهولها، تنبعث رائحة الخبز من اول" تنور" لصناعة الرغيف في "ميزوبوتاميا "و تلوح بمنديلها المزركش المصنوع من حرير بلادها، و تقود القارىء الى سرمدية التاريخ، و الى ازلية الوطن...
اختارت المفردات البسيطة و بعفوية بالغة، و دون اللجوء الى الكنايات او الرمز او التناص، هكذا تناولت التاريخ عاريا الا من عظمته و سموه و رفعته، ألبست نصها الشعري الطويل وشاحا من البوح الصريح، و سمحت لروحها تعظيم مأثر بلادها المنهوبة، عبر النص نكاد نشم اريج سهول سروج، و يصلنا رذاذ ينابيع دجلة، و الفرات و الخابور، و نصعد معها جبال عالية، فعند عتبة طوروس و عند اقدام زاغروس العظيم بداية الحياة و بداية الشعر و بداية التاريخ، فهي تعيدنا الى جبل جودي و سفينة الحياة التي حملها اعظم فيضان ذكر في الكتب المقدسة، فالنبي" نوح" اب البشرية الثاني، حيث سلالة الله و ابناء الجن في وديان ميزوبوتامبا يزرعون الحقل و يطلقون الحمام نحو زرقة السماء، حيث هناك يخط الانسان اللوح الاول، و النشيد الاول، و يمارس ايضا عشقه الاول.. و لا يزال....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق