أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

السبت، 19 ديسمبر 2020

من يرد الدهشة.. لروح الشاعر رياض صالح الحسين جنان الحسين -سوريا -


منْ يردُّ الدَّهشةَ عنَ قلبِي؟!
 ولمْ يبقَ منْهَا إلَّا خُيوطُ المطرِ
 وبعضَ قَصَائدٍ تَسْتيقظُ في عِينيَّ
 أعرفُ أنَّكَ لا تَعرِفُ الفرَحَ تماماً
 ومنذُ خِطوتَكَ الأُولى خَاصِرتُك للخَنَاجرِ  
وظَهرُكَ مَرسَى للسِّياطِ
 فهلَ أَحَلَّ هَذا الزَّائرُ ضِيفاً عَليكَ؟
 أمْ هُوَ خُلاصةُ الوجَعِ ، ليَكُنْ ؛
 لقدْ وَهبَنَا اللهُ الضَّحكَ،
 لكنْ! 
منْ سيَضْحكُ هذه اللَحْظةَ في حُقْبةِ الوَحْلِ؟
 لا أَصابِعَ بِيضَاءَ تَفْردُ كُفوفَها
 ولا قَصائِدَ حُب
ٍّ ولا أحداً يأخُذُنَا حَدَّ النَّهرِ! 
فقضِيَّتُنا خَاسِرةٌ 
هكَذَا تقولُ: سُحابَةٌ شَمْطاءُ!
وحَبيبتُكَ لمْ تُذبحْ بِالخطأ! 
ببطءٍ شديدٍ قَطَعوا شَرَايينَها 
ودُمُوعَها الحَمْراءَ
 فِي كُلِّ اتِّجاهٍ تَسِيلُ
 أَينَ كُنَّا ؟ 
بالضَّبطِ لا أَعْرفُ؟ 
رُبَّما فِي الجِّهةِ الأُخْرى
 هُناكَ لَدِينا مُتَفَرِّجونَ مَتعَاطِفونَ
 وآخرونَ غيرَ مُكْترثِينَ 
يُدَاعِبونَ أزْرارَ الحَظِّ
 نَجوْنَا إِذاً،
 وربَّما لَمْ نَنجُ؛
 آهٍ...يَا شَقيقَ الحُزنِ أَتسمَعُنِي
 كُنْ أكثرَ تَحمُّلاً للبُكاءِ؛
 فكلُّ شيءٍ بخيرٍ!!! 
وعل الغَابةَ التَّائه بينَ الأشجارِ
والأصَابعَ المُعلَّقةَ فِي الرِّيحِ 
لُهاثُ الضَّحِكاتِ المُصَابةُ بفَسَادٍ فِي الدُّورَةِ الدَّمويَّةِ؛
 حَبقُ النَّوافذِ 
 جُثَّةُ الشَّمسِ 
 أنْفاسُ المَارةِ
  شُقوقِ الجُّدرَان
ِ السَّتائِرِ العَارِيَةِوهيَ تَتسَاقطُ كَالأَشباح علىِ الآسَرةِ الخَاليَةِ
نَحيبُ اليَاسَمينِ الطَّويلِ
 رائِحةُ المُوتِ العَالِقةُ بالهَواءِ،
 عُيونُ اللِيلِ المَطْروفَةُ 
حَارسُ الأَفرَاح المَغْسُولة بالدَّمع
ِ والجَّمرِ المُطْفىء بالشَّفتينِ
 أسرابُ العَصَافيرِ التِي تَطيرُ بَعيداً
 وأقْدَامُ الأطْفَالِ المُشَاكِسينَ
 العَاريَةُ منَ الأَحْذيةِ اللامعةِ
 دلالُ الصُّبحِ لترابِ المَقابِرِ
 وكَذلكَ دَمُنا المَخلوطُ بِالسَّارينَ؛
 وصُبحٌ نسيَ أنْ يستيقظَ؛
لا شيءَ مُخْتلفاً حتَّى الآنَ
 لا شيءَ! 
تَشبَّثْ بموتِكَ
انزلْ إلى آخرِهِ
 فكلُّ لغةِ الخَرابِ ولدَتْ هُنا
 وثمَّةَ قَتلةٍ مهذبينَ يخبِّئُونَ أنيْابَهمْ
 و آلهةٌ يَجْلسونَ عَلى العرشِ 
بصمْتٍ وديعٍ
مُتقَاعدُونَ عنِ الوَجعِ
 عَاطِلونَ عنِ الحبِّ
 ولا أحداً في الطَّريقِ
 ولا يَداً في السَّمَاءِ
كلُّ شيءٍ 
يَقترَبُ منْ كُلِّ شيءٍ 
باطْمِئنانٍ!
 ونَستَمرُّ في العيشِ
 ونَسْتمِرُّ في البكاءِ
أيا شَقيقَ الرُّوحِ
 إنَّنِي قلتُ كلَّ شيءٍ
 ولمْ أقلْ شيئاً! 
كيفَ سنعْتذِرُ للموتَى الأَحيْاءِ؟
 للأحْياءِ المُوتى؟
 وأضْلاعُنَا تَسِيلُ تسيلُ
  في أزِقَّةِ عُروبةٍ بَائسةً
 تَشكُو الغُبارَ
 وتقدِّسُ الأَثْداءَ! 
إنِّنِي قلتُ لكَ كلَّ شيءٍ
 ولمْ أقلْ شِيئاً! 
فالطَّريقُ طويلٌ جدّاً
 ضريرٌ جدّاً 
لا أريدُ جَسَداً
 أريدُ رُوحاً أخْرَى
 وأخْرى وأُخْرى لأقولَ:
  وداااااااااعاً سُوريَّتِي الخَنْساءَ
إنِّنِي قلتُ لكِ كُلَّ شيءٍ؛
 ولمْ أقُلْ شِيئاً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة