أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الجمعة، 1 يناير 2021

من الكتاب الشعري "حديث الأريج" للأديبة المبدعة حنان شبيب قراءة لنص "اشتباكُ الأحاديثِ في زمنِ الرّمادِ"بقلم اخلاص فرنسيس -لبنان-

من الكتاب الشعري "حديث الأريج" للأديبة المبدعة حنان شبيب قراءة لنص "اشتباكُ 
الأحاديثِ في زمنِ الرّمادِ"بقلم اخلاص فرنسيس 
"هي الطبيعة تدعوني ككلّ مرة، لأملأ قلبي وقلمي بالأمل إذا ما انتابني الجفاف، هي ميدان التأمّل والتجلّي، ووعي النقاء البكر، تربت على روحي، وتهدهد أحلامي.
تدفعني وترفعني إذا سقطت، تعلّمني فنّ التحدّي، والمثابرة والجود، وفنّ اقتراف الجمال واجتراح الأمنيات الثقال.
الحديث معها ممتع، والأبجديات متنوعة. "
حنان شبيب
دعوة من الطبيعة ككلّ مرة للشاعرة، دعوة لنا كي ندخل في هذه الصومعة الطبيعية، في أحضان الجمال حيث السكون والسكينة، حيث النسيج السحريّ من الألوان والغنى السخيّ والانسجام ما بين الإنسان وكلّ ما تقع عليه أبصارنا. نصغي إلى عزف السكينة، وتردّد صدى الشحارير في الوديان، ثغاء المراعي، خرير السواقي، لهفة الأرض لقبلات المطر، وظلال شجر البلوط، وحفيف النسيم قيثارة الروح تحمل أحلام الفتيات ورؤى الأولين، فتنفتح بصيرتنا، وتحاكي الكيان تلك اللوحة الفريدة، نغمض العين، نتّحد بالطبيعة، نتجانس معها، ونطلق سراح الخيال حرًّا في هذا الرحب الفسيح، نفترش الأرض، ونتلحف الغيم والسماء، نطير من زهرة إلى زهرة نقطف العسل، تلك الطبيعة حيث الحرية بأسمى معانيها، والجمال في أرقى صوره.
إنّ محض التوغّل في حناياها والحديث إِليها ما هو الا هذا الاشتباك "اشتباكُ الأحاديثِ في زمنِ الرّمادِ " إشتباكُ الأحاديث والمشاعر في زمن أضحى كل شيء فيه رماديًا فانتفضت وانتفضت روحها وخلعت الطبيعة علينا من روحها حنوًّا وحنانًا، وتعلّمنا العطاء من أوسع أبوابه، بوابة الفجر المفعم بأهازيج الفراش وتراقص بتلات الياسمين وبريق حبيبات الندى التي تتلألأ كالألماس، تتوهّج في نقاء الكوثر لتروي النفس البشريّة.
إلى رائحة الطبيعة البكر بعد المطر، تلك الطبيعة التي لم تخدش عذريّتها يد الانسان، وكأنّ الطبيعة برغم أنّ الشاعرة تراها ميدان حرب ساحة تتماهى فيها كلّ عناصر الحياة والشغف والحبّ، لتخرج إلينا في أجمل حلّة.
تتعاقب الصور كما فصول السنة، الشتاء فصل الخير والسبات، يعقبه الربيع منتفضًا من تحت الصقيع الرّماديّ بكلّ ألوان الحياة إلى فصل الصيف حيث الرخاء وحديث القمر والنجوم وأغاني الليل والسمر إلى فصل الجنى والحصاد فصل الخريف والعطاء، تسير بنا خطوة خطوة في فصول العمر وفصول الشعر والشغف، يعتمر الصدر، وينقى البال، فتخرجنا الكاتبة من هذا الصرح بقصائد الانتصار، تتبختر نارًا على علم.
إنّه حقًّا أريج الإبداع الذي يملأ القلب بعطر الشعر وسحره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة