لا شيء تغيّر بعد فراقك،
الشمس تشرق في مواعيدها بالضبط
والقمر جميل كعادته،
طعم الحلوى مازال حلواً بصراحة،
والباب يبتسم بلطفٍ بالغ لكلّ مَن رنّ الجرس بعدك،
مذ رحلتَ أغطُّ في نومٍ عميقٍ لا تؤرّقه الكوابيس
وفي أحلامي تجلس دون أن نتبادل النظرات في ركنٍ بعيدٍ محايد؛
لا تكلّمني ولا أكلّمك،
وحين اخرج من المنزل:
لا أستخدم العطر الذي أهديتني إياه،
لا أضع الشال الزهريّ،
لا أتحدث عنك أمام أحد.
كما وأنني
لا ألفظ اسمك في سرّي،
لا أكتب لك،
وحتماً لستُ أكتب هذا عنك،
لم أبكِ مطلع العام الجديد شوقاً لضحكتك،
لا أشتمك حين يمرّ القطار الذي سافرتَ فيه،
لا أقترب من الأشياء التي تحتفظ برائحتك..
كلُّ ما هنالك أنَّ كلبنا الوغد الذي ربّيناه معاً
يجلس بانتظارك يومياً في الحديقة الخلفية للبيت،
ينظر إلى الجهة التي غادرتَ منها بعينين حزينتين
وينبح بلوعةٍ كما لو أنه
ينادي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق