يراني الله وأراه !
أراه يقفز من جيوب الفقراء دعوة أجفان جائعة لاتنام
فيراني دمعة تسيل من كفي حزن أتقنت فن رسم الأمنيات في السراب..
تهمهم
"سبحان من عذبني بسماء تسكنني "..!
أراه في حقائب السفر الطافية على سطح بحر بجزر لا مد له ابتلع الأمنيات والأحلام.. الضحكات ..والاطفال..
ونبذها كفنا مضرجا بالدماء ..
فيراني عصفورة تحتضن موجة ...
أقتنصها وأطير بها إلى مابعد الورق أصنع منها ..
سفنا ..
ومرافئ أمان ..
أراه في رغيف خبز يستفز أناقة الجوع فيكسر أطباقه ثم يخر باكيا فوق ركامها يردد
"كنت ظلا لحبة قمح ...فلم يجن قلبي سوى النحافة"
فيراني سنبلة مستسلمة لنيران أتون لاينضج فيه إلا "خبز الروح "
أراه في عيون اللّقطاء نسبا ..يبتر أصابع اتهام لاترحم....
"يمسك بهم وكأنهم حياة فيتشبثون به وكأنه نجاة".
فيراني ركنا لصلاة حلم أبصرت فيها أمنياتهم ..
وبكيت !
أراه في دموع الأيتام "سندا "
فيراني أول صفحة من كتاب مقدس مدججة بدعوات الأولياء أسألهم ..
الطمأنينة والدفء !
أراه في خيم المشردين..
وتدا ونارا ورغيفا !
فيراني معبدا يجيد البحث عن غفران ..
"لوطن "!
يتمخض سرابا في فجر معمّد ..
يخشى أن تراه العيون
"حلما مهزوما "
نعم أنا ملحدة في عيون..
لاترى الله ولا يراها ..
في عيون اتخذت من "التكبير "
فتوى
ومن اللحى الرثة ..
شريعة !
فارموا بي في أعمق هوة من معقل الإثم ..
وأهيلوا عليّ بحجر الإتهام ..
نعم أنا ملحدة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق