لم أخسر يا أبي
لا زال القلب أحدبا ، والجسد متوازي الأضلاع
لازلتُ والوطن سيوفا مكسورة ، في
ذاكرة المكان
إرثنا واسع ، من
حدائق الموت الضيقة
إما شعراء منفيون من دفء الأزهار
أو شهداء يتسارعون بالاندفاع
إلى القاع
يسقطون للأعلى
"هكذا أخبرتنا زغاريد الأمهات"
لم نكُ طقساً مُضطرباً ، ولم نك ضفافا بلا أهداف
كُنا ولازلنا في جوف الحياة أفكاراً وألحانا
الشمال منّي يقول :
دوَنوها كردية وشطبوها من الدفاتر
وأثكلوا السجلات بها
لم تنتم للحكم والأُسر الصاغرة ، لكن
لها حرسٍ و حاشية ، اسمها والمذكرات ، موسيقاها وحفنة تُراب ، وقصائد تليق بها مساحيق الآلهة
أسمتهم كما علّمها الأدب
وصيفات .
يا أيها الشعر ،
يا أب البؤساء أخرجني من أعماقي
أخرج لهم تمتمات الأدباء ، وأخبرهم عنّي
فقد قطعوا الطريق ، وأضعت لساني
أسألهم !!
كيف تفرّغت المنازل وشاخت البلاد
اسرد لهم عن السفر وأهوال السهر بين الأموات ، وكيف يُخصصون للحبر حصصا في زرع الألغام
وكيف أبعدونا عن المحطات
قالوا : أنفوهم
وبعد قليل سينفجر في كل قطار شاعر
كردية
ولن أنسى الوصايا يا أبي
أولها أنا والعرب في الحزن شركاء
ثانيها نهزُّ جذع الخيانة فيتساقط كما الأمس جمال جديد وسردٌ شاهق للحكايا ، ثالثها سلّطوا الضوء ، على
قلب الأوطان
لم تصعد نيويورك كبد الاقصى
ماحصل للآن كان تدوين الحلم على الدخان ،
هكذا فقط عكّروا صفو الآفاق .
كردية ولا زلت أسأل العمامة !
لما تحفّ بالبارود جيدي ،يا مولاهم
لازلتُ أماً أُرضع أطفالي بقايا الأوطان
وقصائدي أكسوها ،تارة بالطلاسم
وتارة أُطربها بحسرات المباني
وموسيقى الطائرات .
جميل يا مولاهم !!!
كيف طهوتَ كلّ هذا الخراب ؟؟؟
كُنّا أسياد الموائد
وغدونا الآن أصدقاء الظلام ، ومؤونتنا
الحاويات.
لن يأكلنا المارد ولا التابوت.
مانراه ليس إلا ضبابا ، وليس جديداً يا ولدي هذا الضياع
إنها منازل الأصدقاء ، وخصور الخرائط تسبح في الدخان
مذ كان بلفور وعداً وللآن ، هم يتبادلون الأسماء ، و
ساعدتهم الفوضى في تغيير الأثواب .
يا هادم الأجيال
لا تخبىء وجهك عنّا ، قادمون
نرمي فيك بؤسنا ورعب الأطفال ،قادمون
لنهز في مهدنا أحلام الشهداء
لنسأل فقط
أما زال دمنا عالقا بين أضراس الحلفاء؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق