أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 22 فبراير 2021

فاطمة قبيسي قراءة في المجموعة القصصية على مرمى قُبلة:



تعالج الكاتبة إخلاص فرنسيس بمجموعتها القصصية ’’على مرمى قُبلة’’ مجموعة من الحالات الإنسانية,, وصعوبة هذه المجموعة القصصية في بساطتها لانها بأسلوب السهل الممتنع الذي معه نعتقد بسهولته,, لكن مع دخولنا في الاعماق نتفاجأ بأحداث ومعان كثيرة ومتعددة,, تستدعي منا التوقف والقراءة المتأنية لمفاتيح ومفصليات الشخصيات التي رسمتها الكاتبة في قصصها,, إنها مجموعة بسيطة لكن تعقيدها في بساطتها,, فهي تجبرنا على التأمل في الحياة بنظرة إيجابية والتوجه إلى الإنسان لفتح دهاليز المجتمع المقفلة لتجعل من الإنسان البسيط والمثقف إنسانا واحدا يسير مع متغيرات الواقع البشري.
عندما حصلت على النسخة الورقية من المجموعة القصصية ’’على مرمى قُبلة’’ إنتهيت من قراءتها في جلسة واحدة,, أما الدافع الاولي فكان أنه في النسخة الورقية أحسست بروح الكاتبة في كل حرف,, وكان التقارب مع الشخصيات لدرجة الشعور بالحوار معهم,, والدافع الثاني هو ماوجدته من اختيار رائع لأمور دقيقة في حياتنا وتحويلها كتابة,, بالرغم من أنها أمور نشاهدها دائما وتمر على أغلبنا كثيرا,, ولم ننتبه لها لاعتبارها أمور عادية حتى فقدنا الإحساس بها,, قصص من الواقع لم ننتبه لها حقيقة,, لكن الكاتبة إخلاص فرنسيس أعادت إلينا الشعور بها,, والإحساس بألم ووجع شخصياتها الذين كنا نسيناهم.
لقد توغلت إخلاص فرنسيس بأسلوبها المتميز في الدخول الى النفس الانسانية لترسم الصورة وتستلهم الفكرة وتأخذ بالقارئ للغور في عمق تلك النفوس ومس الوجدان والضمير,,لقد نفذت ببراعة الى الآلام المجتمعية وعرت الحقائق المخفية,, ووصفت أحاسيس شخصياتها وخلجاتهم وصفا دقيقا معبرا,, كما أنها تركت في كل قصة جزء من ذاتها,, فكتبت عالم الواقع بقطع من الخيال السردي,, وجعلت القارئ يريد أن يبقى مابين الصفحات لأطول مدة ممكنة,, عندها أدركت كم نجحت الكاتبة بتقمص شخصيات المجموعة القصصية وكأنهم يدونون قصصهم بأنفسهم,, لقد سبرت أغوار النفس البشرية بكل تألق وإبداع.
إخلاص فرنسيس قلم سينمو ويتطور أكثر وأكثر في عالم الأدب,, لقد كانت رحلة ممتعة مع ’’على مرمى قُبلة’’ برسم مبدع ومميز لكاتبة غاية في الروعة .
تحياتي للكاتبة المتألقة والمتميزة الصديقة Francis Eklas مع تمنياتي لها بدوام التوفيق والنجاح.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة