مرثية لإحصاء الألمْ و أنينْ الروحْ ...!
لمرات و مرات كعادتها تفاجئنا الشاعرة (سروين درويش) بقصيدة أخرى تُغلِفها بِمَسحة وشاح حَزينة ، حُزنَها لتُحصي فيها مَرارةَ وَجَعَها في الحياة و نَصيبَها في الحُبْ، هي بهدوئها و برَوية تَجْعَلنا أن نُشارِكها الحُزن و فُقدانِها لذلك الأمانْ و هدوء روحها المتعبة، هيَ تلك المرأة الجَريئة في يَومٍ ما أختارَتْ أنْ تَتبع قَلبها ببَهجَةٍ وَولعْ راضية بِما قَسَمته لها ربُها، فأصبَحَ قلبها ينتمي الى قدر مَجْهول لتدفن فيه أحزانُها، عِشق لم يمنحها غَيرَ الوَجَع والأنين إلا إنها ذو شَكيمة و إرادة لمْ تَعْد تَستَسلمْ أو تَستكينْ أحياناً تملئها الحَنينْ و هَمهَمة مُقتضَبة التي تَختلط بفَراغْ الروح في مَنزلَ قلبها المُوصَدْ الآن لتُعيدَ الى فمها مَذاقَ مَرارة الفُقدان فقدانْ الأعزة هي لسوء الحَظْ خَرجَتْ مِنها خالية الوفاضْ، لمْ يَمنَحها غَيرَ المرارة و حُفنة مِنْ التُراب لِتملأ بها فراغات الحُفَرْ ما بَينَ أصابِعها لتخرج منها خاسرة بثبات، يا لشَكيمةَ و صَلابة إمرأةٍ تُلملمَ ذكرياتُها حتى في رَنينَ قَرقَعة الباب المُزْعِجة وهيَ في تَصويرَها لمَشهدْ الندم و اليأس و الفقدان هيَ بالفعل أودَعت في روحي وجَع لا يَلين حينَ أعلنَتْ للأرضِ وَفائها الشَديدْ لتَجْعَلَ مِنْ نفسها فَلاحة تَخدمُ (أرض الروح) تُربته فهل نَجد مَنْ هوَ أكثر وفاءاً مِنْ الفلاحْ لأرضه يفرَح بثمَره و يَبكي حينَ تُصيبَها الجفافْ وهل هناك لذة ما تُعادلَ لذة أن تملأ بها فراعات الأصابع برَملَ تلك الأرض المعطاء يا لبأس هذه المرأة الشديد ، تتألم بِصَمتْ وتَخفيَ دَمعَها و الأنين في حُلم بقية تِلكَ الرمالْ ليترُكها لوَجَعَ روحِها المؤمنة، هيَ تَحملُ جُرحاً لمْ يَفتْ على زَمنَ إلتئامه شيء يذكر لتعيدها الى ذلك الحَنينْ الى جَسدٍ تلفظ الروح فيه دونَ أنْ يَفقدها، هيَ أحَبته لدرجة لا نلمس الخصام مع تلك الأعين التي سحرتها مقتفية أثر تلك الأعين التي أودعتها الحزن والألم وهي حتى في خِصامها كانَتْ تَقفُ معهُ ضدَ نفسها، و كيفَ لا فهيَ قبلت بأن تَجعلَ مِنْ نَفسها فَلاحة فوقَ الأرضْ، ذلك الشريانْ الوَحيدْ الذي يَرفدُ دَيمومَتها بالحياةْ والسلام لروحها الهائمة لتَمنحَها لذة سَخيةَ في لملَمة حُلم تلك الرِمالْ لتملأ بها فَراغَ ذلكَ الوجود التعسْ.
القصيدة هذه كتبت بعد فقدان الشاعرة لزوجها بعد أن أصابته كورونا المشؤومة وهذه آلمَتْها بشدة و هذه مشيئة الله و النسيان نِعمة أودَعها الله فينا ( لروح زوجها الطاهرة السلام وليكن مثواه الجنة و لذويه و للشاعرتنا الصبر والسُلْوانْ)
القُفلْ
عَيناهُ كانَتا هُدُوءَ سُكنايَ ...
بيسر تَبعْتُ وَراءهُ ...
كانَ كَمَنْ أرادَ أن يَأخُذَني نَحوَ نِهايةَ العالمْ ...
حُبَنا لمْ يَكنْ مَوشُومآ بِعَقدٍ
أعْتَرفُ، مُنذُ زَمنْ كانَتْ لُعْبةَ و أنتَهَت بخَسارَتي !
قَلبيَ قَدْ أحْكمَ الغَلق على نَفسه، رَاجَعاً الى صَومَعته !
الحَياةْ لمْ تَعْد سُلْواناً للتأسي
الحَياة لمْ تَطلبُ مِنيَ شيئاً
هَذه أنا، أتَشَبثُ مُمْسِكُةً بياقَة الحَياة
أبحَثُ عَنْ شَيء مَوجودٌ في الأفلامِ
لا أجِدهُ في واقعي
شيءٌ مَوجودٌ في كُتبي
لمْ يكنْ مَوجوداً َبَيني وَ بَينه
شيءٌ مَوجودٌ في الأغاني
لَمْ ألمسهُ في يَديه
شيءٌ مَوجودٌ في دمَوعيَ و نَوحي ...
رَنينَ بَعضٌ مِنْ الذِكرياتِ
هي مِثلَ صَرِيرَ صَوتْ البابِ مُزعِجُ
أنا سَوفَ أُكمِمَ هذهِ الأصواتَ تَماماً
البَقاءُ في المَكانِ نفسه يَمْنَحكَ الألمْ ، مَوتٌ أخرْ
منيَ و مِنه سَوفَ أهْرَبُ
في مَكان أخرْ
في زَمن أخرْ
مَع أرضْ الروحْ
سَوفَ أتَعاملُ بشَكل أفْضَلْ
سَوفَ أكونُ فَلاحَة لطيفةً
أحملَ حُفنة مِنْ أحْلامْ الرَمْلِ
لأملأ بِها فَراغات ما بَينَ أصابعي ...
-----------------------------------
كڵۆم
سەروین دەروێش
چاوەکانی ئارامگەی من بوون ...
بە دوای کەوتم ...
وەک ئەوە وابوو کە بەرەو کۆتایی جیھانم ببات ...
خۆشەویستیمان گرێبەستی نەبوو
دانیپیادەنێم، کە لەمێژە یارییەکە بە دۆڕانی من کۆتایی پێھاتووە !
دڵم خۆی کڵۆمداوە، گەڕایەوە دۆخی خەڵوەتگە !
ژیان لاوانەوەی نییە،
ژیان ھیچی لە من ناوێت
ئەوە منم یەخەی ژیانم گرتووە،
بۆ شتێک دەگەڕێم کە لە فلمەکاندا ھەیەو
لە واقیعی مندا نییە و
لە کتێبەکانمدا ھەیەو،
لە نێوان من و ئەودا نەبوو
لە گۆرانییەکانیەکاندا ھەیە
لە دەستەکانی ئەودا نەبوو
لە فرمێسک و ھەنسکمدا ھەیە ...
زرنگانەوەی ھێندێک یادەوەری
وەک دەنگی جیڕەی دەرگا ناخۆشە
من ئەو دەنگانە کپ دەکەم
مانەوە لەو شوێنەی ئازارت پێدەگەیەنێ مردنێکی ترە ...
لەخۆم و لە ئەو ھەڵدێم
لەشوێنێکی تر
لەزەمەنێکی تر
باشتر مامەڵە، لەگەڵ زەوی ڕوح دەکەم
دەبم بە جوتیارێکی باش و
مشتێک خۆڵی خەون ھەڵدەگرمەوە و
کەلێنی نێو پەنجەکانمی پێ پڕدەکەمەوە
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق