ثمة نداء عميق أشعر به يناديني، نداء كأنه من زمن بعيد، أو ربما من أزمان سحيقة مضت، إنه نداء الشعر يراوغني، يغريني.
يرتديني روح شاعرة
و أمضي في المغامرة، فالكتابة مغامرة كبرى،
و الحروف مذ كنت صغيرة كانت تسحرني فأرسمها و ألونها،
و أجعل لها أعين
وجوها و ألسنة
و أفواه فاغرة ، كانت الكلمات تدخل غرفتي.. تتسلل إلى مخدعي
و ترتدي ثيابي... تزحف نحو بياض أوراقي و ترقص في أفق خيالي كالجنيات..
لم أكن شاعرة، و لا أعلن نفسي شاعرة، لكنها روحي تبوح بالكلمات.. تمضي وراء البوح.. تركض خلف الفراشات، أرسمها من جديد كلمات تمارس الرقص
و الصراخ، تركض، تبحث، تلهث، تتألم،
و تسافر في مسامي إلى تخوم الفجيعة
و الذكريات.. فتأكل من روحي و من أصابعي... فأصرخ من الوجع.. أتساءل..؟!. هل الشعر لعنة..
هل هو عشق... أم أن العشق هو لعنة أزلية..؟!.
أو قبض على الجمر.. أو إنه طريقة صوفية أضيع في ابتهالاتها
و رائحة البخور..
و أمضي في دروب ترابية يأخذني الشعر من يدي كطفلة.. يأخذني إلى الحقول..
إلى تخوم البرية
و العشب الندي
الشعر هناك ينتظرني..كالوقت
مصيدة فولاذها رمادي بارد يشد على لحمي
و أعصابي، يحطم عظمي .. يأكل جسدي
و أنزف طويلا..
أصرخ من جديد..
ليتني لم اقرأ الشعر
ليتني لم أكتبه
ليتني لم أولد
ليتني
لست شاعرة...
عبير عبدالرحمن دريعي
عامودا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق