أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 26 أبريل 2021

قصة : غصن من شجرة الوفاء .....فضيلة معيرش

قصة : غصن من شجرة الوفاء
وجد في ارتباطه بها ما ينسيه ألم كسر مشاعره ، اختارها دون سواها لنبض دقات فؤاده لها ، وسامته الطاغية وشبهه الكبير بوالدته جعله محط اهتمام الكثيرات ، أمّه فيروز التي يخالط بياض بشرتها لون خد الرمان الطازج ، أورثته دون إخوته العيون الملونة بلون العشب الطبيعي.و القامة الفارهة الطول دون ضرر و المحيا المتناسقة ، خط الحسن بأنامله البارعة لوحته المتقنة زانها خلقه الحسن . يحدق عمار بعيون تربى فيها طفل الشوق لمصاعب تراكمت على تلة ماضيه القريب ، وقد حسم أمره في الارتباط بالممرضة اميمة سترمم جروحه كما ترمم جروح مرضاها. ما كان لوالده أن ينسحب من حياته هو إخوته ويتركهم ، تنهش أيام الفاقة أيام الرخاء ، قرر في لحظة سهو منهم أن يبدأ حياة جديدة مع امرأة في سن بناته ويحرمهم من معاشه المعتبر من عمله في إحدى الشركات الفرنسية .صرف جل راتبه الذي اكتنزه في تأثيث بيت جديد بعدما أورثهم بيتا قديما متصدعا لا مظاهر للعصرنة فيه ، تشاكس قبلات عمار حزن أمه وقد تزوج جميع إخوته ، مازحها قائلا : تعيشين معي يا فيروز ، نتشابه في الطباع والمظهر ، ترد وقد تسرب لوجهها وميض أمل : ما كنت أحس أن غربة والدك ستأتي على أيام شيخوختي كما أكل جمرها أيام شبابي . يأخذ رأسه بإحدى يديه ويمسك بالأخرى يدها : اختار ظلا يستظل به دون شجرة تحنانك الوارفة ، قطع أغصان الفرح بقلوبنا يا أمّي .جاءت لحظة الفرح كغيث طال انتظاره ، سقت سيوله التربة البوار وتفجرت عيون الأرض ،تزوج عمار منذ أشهر وأمّه فيروز بجانبه تستظل ببره ، تتناسى قسوة زوجها عبد الرحمن الذي أسند أيام كهولته لزوجته الشابة ، أصبح له أطفال صغار يبالغ في دلالهم حسب ما بلغ مسامع فيروز ، دمعت عيناها وقد اشتاقت أن تزور البقاع المقدسة كأغلب رفيقاتها، اجتمع أولادها لمسح دمعة اشتياقها لتلك البقاع ،جمعوا لها المبلغ المطلوب كلّ حسب مقدرته.
انشرحت أساريرها ،ألحت زوجة عمار أميمة على ضرورة عيشهما بالبيت دون أمه، تنتقل للعيش مع بقية إخوته ، تجاهل مطلبها وهو يرى سعادة أمّه بابنته الصغيرة روان يزداد ،أضحت كل أوقات أميمة تقضيها عند أهلها حتّى الصغيرة تصطحبها معها ، تمكن دبيب الحزن من التسلل لقلب الأم فيروز ،أدرك عمار رغم تظاهره بالانهماك في عمله كموظف إداري ، لم يعد بالإمكان إخفاء خلافاتهما ،أصبح القاصي والداني يدرك مطلب زوجته وإلحاحها ، وقد أسر له أحد إخوتها بعزمها رفع قضية انفصال إن بقى في تجاهله لها ،وقع لهما حادث سير ذات صبيحة وهي متجهة للعمل رفقة أخيها أصيبت هي بالعمود الفقري وأصيب هو بجروح،أجمع كل الأطباء أنها ستحتاج لوقت طويل لتتعافى، لم تدخر الأم فيروز جهدا رغم ما سمعته من عمار قال: طلبت الانفصال لأنك تعيشين معي يا أمّي ، أردف والدمع يتكاثر بعينه أرادت أن تخرجك من بيتك لتتنقلي كالغريب في بيوت إخوتي ،وقد تعثرت بهم دروب الرزق ، همست الأم فيروز وقلبها يعتصره الضيق قائلة : هي زوجتك أصبحت مقعدة الآن وأجبنا الاعتناء بها حتى تتعافى .
May be an image of ‎text that says '‎غصن من شجرة الوفاء CZ‎'‎


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة