أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 19 أبريل 2021

تصدير بقلم الشاعر معروف عازار لرواية "رغبات مهشمة" بقلم إخلاص فرنسيس


تصديــــرٌ
بداية أنا لست بناقد، لكن حين خصّتني الصديقة إخلاص بشرف تصدير روايتها هذه قمت بكتابة انطباعي عنها بصفتي قارئًا.
"رغبات مهمشّة" رواية تستلهم أحداثها من أنماط الصراع التاريخي داخل المجتمعات التقليدية التي تنتقص من حرية المرأة، وتضع عليها الحدود والقيود، ومن وعي الذات التي تسعى إلى التمرد على المعيش والمسكوت عنه ، والمتكرر، والراكد.

من هنا تأخذ الرواية منذ البدء بسرد تفاصيل عالم الشخصيّة الداخلي المهشّم الذي هو نتاج مجتمع القسوة، وعن الحبّ بوصفه طاقة لاختراق هذا المجتمع " تتحدث عن الحبّ وتسهب بوصفه الطاقة الكامنة لاختراق المألوف، لم أكن أعرف شيئا عن مسرات هذا الوجود، ولم أسمع من قبل عن هذه الطاقة فوق الطاقة التي تحرّك الداخل بأناملها السحريّة، شيء يخترق الكيان، ويحتل القلب ويلهب الوجدان، شيء يسمونه العشق." "كم من المرات إلى هذه اللحظة، أردت أن أقنع نفسي أني قد عرفت ومارست الحبّ فيما مضى، وأنّي عشته بكل أريحيّة، ولكن ما اكتشفته الآن لم يكن سوى فتات ما يسمونه حبّ، بل لم يكن حبًّا على الإطلاق"
الرواية منذ البدء تضع نفسها في المأزق الصعب من خلال لوحات تتدافع، وتتناسل من بعضها، ليتكثّف المشهد في ثنائيّة المأساة ووعيها " أنا إنسان أنثى، لها من القناعات المدفونة أطنان، ولها من قصائد العتب على الذات لا تكفيها مجلدات".
مع اتّساع استعمالات اللغة وتجلياتها في السرد، كانت الشّاعرية هي التحقّق الأفضل في مجال الرواية ، ورواية " رغبات مهمشّة " كادت أن تكون شعرًا لغة وإحساسًا في الابتعاد عن التكرار والوصف المقولب، وفي الاقتراب من اللغة المسؤولة التي تنقد الواقع العبثيّ وتعريه.
إنّ الاستخدام الجيد للشاعريّة يضيف للسرد جمالية خاصة، كما جاءت عليه روايات "مستغانمي " و " حيدر حيدر " وآخرون " كأنه سمع أفكارها، فدعاها للرقص مجدّدا، لم تعترض، ولم تتكلم، ووجدت ذاتها بين أحضانه، رأسها يستند إلى صدره، تسمع زفراته وأنين النبض، أغمضت عينيها، أرادت أن تجمع من عطر أنفاسه ما يكفيها لسنين قادمة، وما يعوّضها عن أعوام مضت"
مع "شمس "و "ريتا " في رواية " رغبات مهشّمة" تبدأ رحلة السؤال الشاقّ عن الذات.
الشاعر والكاتب معروف عازار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة