أضع رأسي على الوسادة
بعد دقيقتين
أضع الوسادة فوق رأسي
هكذا يمضي الليل عندنا
/ في المكتب /
أضع رأسي على الخارطة الكبيرة
فوق المنضدة
أضع الخارطة والمنضدة فوق رأسي
ثقيل هذا الوطن
قوائمه تغرز في صدري
/ في المطبخ /
أضع رأسي داخل الثلاجة
أضع الثلاجة داخل رأسي
أحاول تجميد ماء الفكرة
الذي يدور في جسدي
تتجمد ساقاي
وذراعاي
وحين تتجمد الفكرة
تتوسع أوردة القلب
هناك قطعة حادة من الجليد
تسير في الشرايين
وستصل القلب بعد قليل
/ في الصالون /
أضع رأسي أمام التلفاز
الشوارع صار لونها أحمر
أعود خطوتين للوراء
كثور مقهور
وأندفع وعشرة سيوف في عنقي
يسقط التلفاز أرضا
أسقط انا
لكن الأحمر لازال يلوح
/ في الدهليز /
أضع رأسي خلف الباب
أطرقه بلطف امرأة غريبة
أفتح الباب
أدخل
ثم أغادر مسرعا وكأنني نسيت حقيبتي
أمام العمارة
لا أرى الحقيبة
لا أرى العمارة
أرى راسي تحت الركام
/ في المقبرة/
أضع رأسي فوق قبر صغير
أضع جثته داخل رأسي
طويل هذا الموت
وحين أستيقظ في الصباح
لا أتذكر شيئآ عن الطفل الميت
ولا عن رأسي
وبصعوبة أستجمع ذاكرتي
القصة كانت مقبرة
وطفل
ووطن .
............
زبد النهايات
محمد زادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق