يقول الفنان التشكيلي الكردي العالمي الراحل عمر حمدي (مالفا) في معرض ذكرياته في إحدى حواراته :
(قبل تخرجي من المعهد، بقليل، سكن في بيتنا، و في الغرفة الثانية، بالايجار، شاب في العشرينات من عمره مع زوجته، قادما من عامودا، اسمه عبدالرحمن دريعي، كان يعزف على الناي مساءً، و يرسم في النهار، كان عبدالرحمن اول معلم لي في الرسم، كلما غاب عن البيت، وضعت حجرا تحت قدمي، و نظرت عبر أسفل النافذة العريضة إلى لوحاته، مرة سمعته، يقول لوالدي :"دع عمر و شأنه، دعه يرسم، سيأتي يوم ليتركه، حين يكبر".).
تحية لروح الفنان التشكيلي و النحات و الموسيقي عازف الناي الأول في الشرق الكردي و الكاتب عبدالرحمن دريعي في الذكرى ال 19السنوية لرحيله عنا في مثل هذا اليوم من عام 2001.
الراحل يستحق وقفات استذكارية و تقديرية، فقد قدم الكثير من روحه و عمره و ماله و ضحى بالنفيس و على حساب راحته و عائلته من أجل الارتقاء بقضايا الإنسان و الوطن و الفن ، و مما كان يؤمن به من افكار ورؤى حول ضرورة وجود الفن في حياة الإنسان كونه الحاجة العليا للروح و الوعي الإنساني.
شخصية من الرعيل الفني الأول و من مؤسسي الفن التشكيلي في الجزيرة السورية وفي ظروف بالغة الصعوبة، وقف صامدا بقامته العالية و جبينه الأبيض العريض بوجه الزمن و الفقر و السلطة و القمع.. و ابدع، و استحق لقب ملك الناي (البللور الكردي الخشبي)...
ملحق : كان لي شرف ان التقيه اكثر من مرة بمناسبات عامة و لقاءات خاصة، و للأسف لم اكمل حواري معه عام 1994 لكنني أملك الكثير عن تفاصيل حياة هذا الرجل في ظل غياب و ضياع اغلب ارشيفه خلال العمليات القتالية بمدينة حلب في بداية سنوات الأزمة السورية..
هل سنسمع صدى لهذه الرسالة من وسائل إعلامنا و المؤسسات الاعلامية و الثقافية..؟؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق