قبل عشر سنوات ..و ساعة !!
قبل الساعة العشرة
أو قبل عشرة أيام
لالا ..قبل عشر سنوات
حين كان رحيق الصباح
يثقل السنابل
وتستحم حبة القمح
حين كانت الأيادي البيضاء تنجد المغيث
حين كانت أمي تحني
بياض جدائلها بحمرة
التراب وتخمرها
حين كانت قطرة المطر
تندي الافئدة المنكسرة
حين كانت الشمس تشعل سيجارة أحمد جرا وتسخن قنينة يالان
حين كانت الأرض تلبي
من كل ما لديها
رغبات الكل المتأمل
حين كان نبع بيتي
يروي ظمأ الانس والجن
الزرع والغيث والكلاب الضالة
حين كانت المقبرتين
سكان الآخرة
وأحاديث
الساسة والسكارى والبسطاء
حينئذ كنت ديكا
انبه الشيخ أن يؤذن
وأذكر البابا ان يقرع الاجراس
وادخل بعد الفجر
أحلام النائمين
واكبح كل رؤية وكل حلم يقظة
فتستيقظ واش ؤ كاني
من بكرة أبيها
حينها كانت دجاجاتي
حولي وفراخي ينبشون بمخالبهم الصغيرة مزابل الخرابات
أو يلاعبون فراخ العصافير والسمك
وحتى الضفادع والافاعي لم تكن تسلم
من رقة اناملهم وعطفهم
واتذكر أني كنت أشم رائحة التراب بعد بخة مطر
وكنت اعرف كيف أتحدث مع سيامند ورستم وجودي ونالين وسيفو وخالد وصلاح وريمون
كانوا اجمل مني
وارجل مني
وإجراء مني
حين ابتعدوا
عرفت أنهم كانوا ديكه
وكنت ولا زلت استمد ما تبقى من
قوة
امل
ديمومة
منهم ومن مآثرهم
الآن وقد تناثرت
حبات مسبحتي
انخفض صوتي
تلاشت الرؤية
بت وهنا
لا افرق
بين السطور
بين الابطال
بين المناضلين والساسة
بين العقلاء والمجانيين
بين العذراء والثيب
بين الذكر والأنثى
بين الاتجاهات
لكن بوصلتي لم تخذلني
وأعرف إني
ابن سري كانيه
وحفيد نفرتيتي و توشرتا
وحارس من حراس
بوابات واش ؤ كاني
الذهبية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق