لولاي
لما كان هناك في السنة شهر مارس
لا أقول هذا لأجل الرجال
ولا لأجل أي كائن كان
إسمحي بأن تكوني إمرأةً
ليوم واحد وحسب
بكل ما في الكلمة من معنى
أما ماتعني الرجولة حقاً
أٌتركيها للرجال
دعيهم لرجولتهم
دعيهم لشهامتهم
دعي الشجاعة والبسالة
كأي هوية مزورة يحتفظون بها
عنواناً لرجولتهم
إن كانوا رجالا..
لا تجعلي من الوقوف على رأس الشارع
او أمام بوابة الحدائق
او إرشاد السواق
او رفع اليد لإيقاف السيارات إثر الشارة الحمراء
مِهنةً لكِ
إنها لا تليق بكِ
إنما تعالي وقولي لي : يا أميرة الأميرات..
كوني إمرأة..
فالرجولة ليست من شأنكِ
منها الوقوف أمام بوابة الزنزانة
التحري والتفتيش
بنجمات ونياشين هنا وهناك
إنها لا تليق بك
لاتعتمري بيرية العَسس
على خصلات شَعرك
كيلا تتشعث
دعيها تتمايل يُمنة ويُسرى
حيثما تهب الريح
كسيماه لأُنوثك
كوني نيفرتيتي عصرك
لِيَبرُكَ الفرعون أمام جلالة أُنوثتك
كوني كليوباترا..
ليتغنى التاريخ بجمالك
كوني اليزابيث
لتحظين بتاج الأُنوثة والسُلطة على رأسك
تَقَمصي روح تلك المرأة
التي تُوأد على مر الأيام
كوني ( حبسة خان ) أُخرى
لتُهدئيءِ من رَوعَ الصبايا مرة أُخرى
شجعيهن على أن يحملن
بدلاً من حُمرة شِفاه
ديوانَ شِعر
من أشعار إمرأة تتلوى حُمّى وجوى
كلَ ليلة
من شدة عذابات الهوى
أشعار ( فروغزاد ) التي
لن تُغمض لها الجُفُن وتُخمد
إن لم تقل : يا وحيدي ( بَرويز ) لكَ قُبلة..
دعي أُنوثتك تتنسم وتتمايل
طوال شهور السنة
كيلا تغضب الطبيعة وتتعصب
محولةً هطول الأمطار في حزيران
وتساقط الأوراق في نيسان
إذ أعلم بأن الله هكذا يريد
وأنتِ تعلمين بأن الرجل هكذا يريد
صدقيني.. كل كائنات الكون هكذا يريد
فكوني إمرأة..
أترين كم يليق بك.. أن تكوني إمرأة
.
إن لم تكوني إمرأة
ستنقطع مسارات النِمَل
ربما تحدث معجزة ما
قد تقوم القيامة
حيث أن الشمس تشرق من الغرب
ستكون أُمي في مكان أبي
وأبي في مكان أُمي
.
إن لم أكن إمرأة
لن يهل شهرُ مارس في أي سنة
إن لم أكن إمرأة
حتى الرجولة لا تناسب الرجل
إن لم أكن إمرأة
ستنهار كل العُرف والتقاليد
وإن مُتنا
لا البكاء ولا لبس الحِداد
يليقان بالحبيب
.
إن لم أكن إمرأة
يكون شهر مارس عادياً كما نيسان وحوزيران
إذ لا يُستلهم شِعراً
ولا أحد يتغني به سُكراً
كفصول اليباب العطشى
تفتقد المطر
.
إن لم أكن إمرأة
لن تكون هناك ضفيرة صبية
في شِعر ( هلمت )
جالبة للنظر
إن لم أكن إمرأة
يعجز ( بِشيو ) عن إفشاء أيَ سِر
إن لم أكن إمرأة
من المحال أن تكون فتاة ل ( شيركو )
وطناً
إن لم أكن إمرأة
لن تُخدع خديجة بمظاهر هذي الدنيا السافلة
في تخيلات ( ماردين )
وأن الدنيا لن تكون أبداً, كما هي
إن لم أكن إمرأة
سُرعان ما يتعرض الرجل بالكآبة والضجر
أسوأ من طفل بكاء
وأكثر تبرماً من العجزة
ورحماك يا مقلب الأمزجة
إن لم أكن إمرأة
لن تتحول دودة القز حريراً
وستفقد الفراشات أجنحتها
إن لم أكن إمرأة
سيهتاج ذكور الورود الحُمر
يحرن ويُجَنّ
فيعتدي هاتكاً مغتصباً
لِوردات بريئات ساذجات
.
كوني إمرأة..!
مارسي أي عمل كان
دون خوف او التردد
كوني بائعة زهور
في القيض إبتاعي ماء ينابيع جبالنا الرقراق
لأُناس عطشى
وفي الشتاء الماطر
شاي الفحم وسوب الحمص الحار
فليكن الرجال شارياً لما تعتاشين منه
إلا جسدك وكرامتك
أما سمعتي ما يتقولون بإسمك
حين يشبعون منك
.
إن لم أكن إمرأة
كيف ستتحول حَبةُ رَمل في باطن صدف محض
لؤلؤةً
إن لم أكن إمرأة
لا السنة تتوالى وتتغيّر
ولا الثامن من مارس يكون يوماً تاريخياً مشهوداً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق