لا اخفيك سراً بأنني أصبت بلعنة الأبجدية، فكلما اقتربتُ من فكِّ حروفها، تجمّدت أصابعي.
كم حلمت بأنني شاعرة، أحلّق على أجنحة الخيال،
أمسك بالنجوم الهاربة
وأرتّبها قصيدة لم يكتب مثلها من قبل
حركتْ ذيلها احدى النجوم ساخرةً
فاندلق حبر الحروف مبللاً أجنحة الخيال
فسقطتُ.
وأنا ألملم ما تبعثر مني
سمعتُ صوتاً يستغيث،
نسيتُ من أكون.
لا أخفيك سراً ...
حلمتُ بأنني غابة
يلجأ إليها الخائفون
الذين نسوا أسماءهم وعناوين سكنهم.
وعندما عوت الذئاب،
صرتُ فأراً مذعوراً اختبأ في جحر باحثاً عن فتات الخبز.
وقتها حلمّتُ بأنني حقل ينضج سنابله دون ضجيج.
في موسم الحصاد
لم تمهلني أسنان المناجل الجائعة..
على عجلة صرت رغيفاً.
وأنت تقصم ظهري
انظر اليّ واخفض سبابتك من وجهي
فأنا أريد أن أسحب من صمتك اعترافاً...
بدون الرغيف
يتعطل التفكير،ويدفن الكلام ،
بدون الرغيف..
الحياة تصبح غابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق