أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

* لعبة السر * ديمة حسون /سوريا


سلاماً لامرأةٍ تتكئ على عكاز صدرها

فيما تنظرُ إليك،

تفكّرُ:

منذ متى امتَهنتْ لعبة السّر

لتشهد مشانقها تتدلى بعدد الصّباحات؟

منذ متى غدت طرفاً لبيتٍ آخر

عرف أنّها أسيرة الصّوت وأرملة الرّيح!

ريحًا تعرج فوق صليبٍ

لا يتذكر إلا الشّوك!

سلاماً لظاهرها المستتر

حين يلبس حالة البنفسج ويحلم

أنّ للموتِ وجه الحبّ وأنّ لكَ رائحته

حين تبسطُ راحتيك رغيفًا

وتعبر مثقلًا في هدوء مخافة الفتنة

ذلك أن فوضاها ضجيجٌ للحواس،

تحولاتٌ تنزوي فيها منتشياً.

تحوّل الصّمت: كلّ أرقٍ مؤجّل

تحوّل النّظرة: إليكَ علمُ الطّريق

تحوّل الانفصال: بدايةُ الكشف!

أستدركُ..

سلاماً لصوتٍ كثيراً ما انطلق بالغناء

تحت سقفٍ يدورُ مع جنون الجّسد،

وريحٍ تواطأت مع جرح الغيم

حينَ سمعَتْ.

كثيراً ماحلم أنّها تبدّل

الجّدران وتشيد من ( لو ) وهمًا

لا لشيءٍ إلا لكي تتخيل

( لو ) مفتاحًا لقفصٍ ما

تفكّ أقفالهُ لتبرأ 

من رجلٍ 

يأخذ هيئة البشر

يخرجُ من رحمها كلّ ليلةٍ،

يحزّ عنب النّهد لِليلٍ مُقبلٍ

يتحوّل فيه الجّسد إلى سمكةٍ 

تلقفها سنّارةٌ، قبل الفجر، ليأكلها الرجل الجائع!

أستدركُ..

في رأسي امرأة من تراب

صلصالها يهذي:

ما الّذي ارتكبه قلبي إذ طالعَ الفجرَ غارقًا ونادى:

أيها العابرُ...؟

وهل يأثمُ إنْ استسلمَ للغرقِ منتشيًا

وعلّق أيامهُ كالمناديل هاهنا؟

أجدِلُ نفسي لأقصّ عليها

تصاريفَ الأنفاسِ عندما تتوه

في حمّى الجسد!

لأمثّلَ الحبّ إذن:

ترابٌ غيّر اسمه متوّهمًا أنّ

النّشوة دوار يمجّد النسيان

وبالكتمان يغطي الجرح ويتنبأ:

سيتزوج سحابةً / امرأة

تستيقظ صباحًا لتغيم أعلاه

فيلتصق بها-

نفسُه يشبهُ التلاشي

لكن جسدها آلفَ الخراب.

"هيهات هيهات

من أين َ لك أن تتمنعي" يقول

يجيبُ الضّد:

جسدها اللغة، بيت الفتنة

لهذا..

تخلق/ لا أخلق إلا رجلاً خوّضني في القلق

تطوّح فيّ / اشتعلت!

ضاق علي / اتسعت

أظلم فوقي / استنرت

عرف أن الليل فراشة/ واحترقتُ!

أشير إليك:

حين تفرغ املأ يديّ ماءً قبل أن أنكسر

فالأشياء تتسمى (حين)

يغدو القلب رحمًا يقذفُ التّعب

كنطفة مسّها ماء!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة