مع العلم أن القصة المذكورة هي إحدى قصص المجموعة القصصية الصادرة عن دار يافا في مصر والأردن عام2019 بعنوان "على مرمى قبلة" للكاتبة اخلاص فرنسيس. (القراءة بقلم:حسان ايو) .....
تبحث عن إجاباتها..تركتها الكاتبة مفتوحة كي نستطيع الاجابة عنها، او لعلها دغدغت مشاعرنا النائمة كي تثير التساؤل لدينا ، في حوار داخلي منولوجي بين القاصة كذات مستقلة، وضميرها اليقظ لما يحدث في بلاد الغربة من أحداث تجعلك تفقد لون الفرح رغما عنك، وكأنك أمام لوحة جميلة من الطبيعة الخلابة بحيرات أوز و اشجار ملونة، وبيوت متشابهة مثل الاشخاص الذين يعيشون بها رغم اختلاف الالوان بينها استطاعت القاصة ان توظف صورة الغربة في بلاد الاغتراب بصورها الجميلة والرائعة وبان تقول كم هي باردة الغربة في بلاد باردة أيضا فعنونت القصة ب (صقيع الغربة) ، تلك القطعان البشرية كما وصفتها التي تتشابه وجوهم و روتين حياتهم موجع الاغتراب... سجين وحدتك ومشاعرك وكانك بلدا مزدحم في وحدتك ، وفي صراع مع ذاتها والحزن يشارك تفاصيل لحظاتها تبحث عن الامل والفرح في صقيع سويسرا بلاد لا يختلف اثنين في وصف جمال طبيعتها الخلابة وانهارها و جبالها و غاباتها ،تجري مسحا سريعا لتلك الوجوه رغم الترحيب فالكل متشابه، والقانون فوق الجميع و الاحساس بالأمان، إلا انه امان مؤقت في صراعاتك بين ماضيك الذي يحمل شخصيتك من تناقضات وحاضرك المجهول الذي تحاول في صقيع الاغتراب ان تجد مساحة تشبهك ،فجاة صوت المنولوج الداخلي يتصاعد لتقول بدهشة: انني ابحث عن الفرح ؟ اريد الفرح؟ وخجل داخلي مع صراع ذاتها المفتوح هل سأجد الفرح من خلال دعوتي لزيارة شخص لا اعرفه إلا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي..؟ بعد كل هذا الحوار الموجع عن صقيع الغربة أرادت لها ملاذا تعيد ثقتها بنفسها من خلال زيارة تلك العائلة الكردية ، وفي طريقها لزيارة العائلة، والتي لا تعرف عنهم شيئا، تثقلها حالة التردد من جديد، هل ستكون الوجوه نفسها والروتين ذاته؟ هل سأخرج من دوامة الاغتراب والوحدة، وهل ساكسر ذاك الصفيع بالدفء؟.. من خلال ضيافة العائلة الكردية !!.، كل ذلك، وما زال المنولوج مستمرا مع ضميرها، لكنها اذابت من بعض ذاك الجليد، وبعد كلمات الترحيب التي تلقتها من عادل الشاب الكردي الأصيل المضياف... كم كانت خجلة كونها أخذت معها اربعة اشخاص اخرين الى ذاك المنزل الصغير كان وطنا دافئا يجمع الجميع بتنوعاتهم العربي المسيحي والكردي المسلم.. وكان هذا التساؤل أحد محاور القصة فما لم نستطع ان نقوم به في بلادنا استطعنا ان نقوم به في بلاد الغربة... أعدت العائلة الكردية سمات الفرح والأمان من خلال الترحيب الصادق والجميل وبعد تناول الطعام ذا النكهة الطيبة بدأت موسيقا البزق مع الغناء تذيب ما تبقى من ذاك الصقيع... فالبزق هوية الكردي في الغربة والاغتراب ومساحة من البوح من خلال الموسيقا هذا الدفء جعل القلق يهرب بدأت تربط الازمنة من خلال الماضي والحاضر والمستقبل ،بعد عودة الفرح لروح بطلة القصة، وبهدوء وضعت يدها على الوجع من خلال كتلة من الأسئلة... من وضع الأسوار بين الانسان والانسان؟ من كتب الحرب علينا و من فرضها ؟ من جعل القتل والموت هوية في قاموسنا اليومي؟؟. ولماذا هذا الشتات ومن المسؤول عنه ، فلقد خرجنا من بلادنا والخوف يجري في عروقنا لدرجة التوحد به ، لماذا هذا التشرد و لماذا جمعتنا الغربة حول موقد واحد و مائدة واحدة وصحن واحد؟ ونغني معا معاني انسانيتنا المفقودة لدرجة تمنت البطلة ان يتوقف الزمن كي لا تعبرها اللحظات الجميلة... رسالة تمكنت القاصة ان ترسلها للمتلقي من خلال قصة صقيع الغربة و بٱنه هناك فسحة من الأمل نستطيع البحث عن الفرح وتركت اسئلتها مفتوحة للقاريء القصة تعبر عن كل شخص في الغربة وعندما قرٱتها ولأكثر من مرة كانت و كأنها تتحدث عني في بلاد الغربة والاغتراب.. الحنين الى الوطن يجمعنا..وليته كان يذيب العداوة و يدفء انسانيتنا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق