أُنادم الشوقَ حيث الدن مترعة
لا خمر غير رضابٍ من فمٍ عبقِ
وأنت كالبحر خيرٌ بعضُه خطرٌ
وأنت لي قدرٌ من دونه غرقى
هيا اسقني كأس راحٍ أستشف بها
كلَّ الجمال من الإشراق والغسق
وقارعيني كؤوسَ النخب أرشفها
لأجل وجدٍ سرى في الروح والحدق
و أطربيني بصوتٍ كلِّه غنجٍ
وأسعديني بقولٍ صادقٍ حذق
كي أشرب الحب مزهواً بمبسمك
ظناً بأن شفائي من لماكِ رُقي
شوقي إليكِ تباريحٌ تؤرقني
وحالةُ النفس في حالٍ من النزق
أجلو به الهمَّ والأحزانَ من كبدٍ
عطشى ويُسعدها بالحب حين سُقي
والفجرُ بين سروح الليل يمنحني
سرباً من التيه عند النجم في الأفق
وأرمقُ الشمس صبحاً حينما دلعتْ
لسانَها وأضاءت عتمةَ الطرق
أفقتُ والخمرُ قد فاحتْ روائحُه
وأنت كالخمر مشدودٍ إلى عنقي
أُحس من ريقك خمراً يُذوبني
أحسوه حيناً وحيناً أجتلي رمقي
بكل حينٍ أراكِ... فتنةً قمَرت
وزهرةً في سماء الحب ذي نسق
منكِ... كأني على غصنٍ يُراقصني
نشوانُ والطائر المشتاق في ألق
ياويلتاهُ فما للحسنِ حين غفا
أفاق بين ضلوعي مثلما الفلق
هيا اطلقيني فإنَّ الأسر يخنقني
عسى أراكِ أيا سمراء في الشفق
ثم اسريني بقلبٍ منكِ يمنحني
حباً وعشقاً ولا تخشيْ من القلق....
عبدالله محمد بوخمسين من ديواني (نبضات من الوجد) مطبوع