أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الخميس، 14 يناير 2021

الذكرى_السنوية_الـ12 الشاعر الكردي #يوسف_برازي شاعر الوطنية و البسطاء... تحية الى روحه الخالدة في ذكرى رحيله.. عبدالوهاب بيراني


الأدباء،و الشعراء منهم كانوا على الدوام إيقونات مضيئة،خالدة كلماتهم على جدران الزمن، و خاصة أولئك اللذين كتبوا بأرواحهم النقية،و بقوا مخلصين لقضايا أمتهم و شعوبهم،و كتبوا نصوصهم بلغتهم الأم، و الواجب يحتم علينا أستذكارهم و العودة الى نصوصهم و اعمال الفكر و البحث في ثنايا و عمق كلماتهم،و الأهتمام بتراثهم الأدبي و الفكري،فهم لم يكتبوا لجيل محدد،و أنما تبقى كلماتهم ترن في اسماع الحياة و الأجيال القادمة، كعربون وفاء،و تقدير لجهودهم في خدمة الشعر و الأدب.
كان الشاعر الكردي الراحل يوسف برازي قامة شعرية و شخصية ادبية بكل ما تحمله كلمة قامة من علو و شموخ،و بكل ما يحمله الادب من فكر و وعي و ثقافة،تلك الشخصية التي واظبت و خلال سنوات حياته الأدبية التي بدأت بشغفه للموسيقا فتعلم العزف على الة الناي الكردي(البللور)و الة الطنبور و بدأ ملحنا و مؤديا و عازفا،و و في مرحلة لاحقة وجد في روحه الوثابة الرغبة الى كتابة الشعر متأثرا بالجيل الشعري الكردي أنذاك،و خاصة الشاعر الخالد جگر خوين الذي كان يعده معلما له و مدرسة شعرية و نضالية نهل منها المعرفة بأصول الوزن و القافية و العروض،بل اخذ منه الطابع الوطني و القومي،كما تأثر بالأغاني الملحمية و التراثية و الفلكلور الكردي، و من السجن بدأت اولى قصائده بالأنتشار بين اوساط الشبيبة و و المثقفين و المتنورين الكرد و سائر طبقات الشعب من خلال أغاني الفنان الراحل محمد شيخو،و الفنان محمود عزيز،و خاصة قصيدته هبس ؤ زندان (السجن و الزنزانة)التي كانت بداية انطلاقه شاعرا،و لم يكتفي بكتابة الشعر وحده،بل لجأ الى التلحين،فقد لحن الكثير من كلماته،و غناها الراحل محمد شيخو و غيره من الفنانين الكرد،
أمتازت قصائده بقوة السبك اللغوي،معتمدا على الوزن و القافية،مما منح نصوصه الروح الغنائية،فقد كان صوتا شعريا مكافحا ضد الطبقية،و ضد الأقطاع الديني و الأجتماعي و السياسي،و توجه في شعره نحو الاجيال الشابة،و دعاهم الى تعلم لغتهم و الكتابة و التعبير بها،و عبر عن طموحات شعبه الكردي في الحرية،فكان صدى لأمال الشعب،كتب بكثير من الالم و الوجع وه.يقارن شعوب العالم المتمدن باوضاع شعبه البائسة،و لعل مطلبه الأساس كان وحدة الصف،و عدم الأنجرار الى التفرقة،و أيضا كان ينادي بضرورة الأهتمام بالتعليم للجنسين لأيمانه العميق بقضية تحرر المرأة الكردية،كما لم يغفل الطفل الكردي،فكتب نصوص جميلة باوزان خفيفة تلائم قدرة الطفل الكردي.أمتاز بالطرافة و دماثة الخلق،و بأهتمامه بملبسه و هندامه،قامته الطويلة و شعره الأبيض الأشيب و نظارته الطبية،و مشيته المعتدة،و عفويته و قربه من الشعب،كل ذلك جعله محبوبا من قبل ابناء بلدته (سري كانيه/رأس العين) على اختلاف مذاهبهم و لغاتهم، أعتمد لقبه الشعري(بيبهار) كتسمية له على غرار الشعراء الكرد الكلاسيكيين اللذين كانوا يلجئون الى اقحام اسماءهم ضمن النصوص كتوقيع او للحفاظ عليها و حمايتها من الخلط مع نتاج غيرهم من الشعراء في مرحلة كانت من الصعوبة الطبع و النشر.و طالما كان يقول و في مناسبات عدة: انا بلا ربيع... أصنعوا انتم الربيع..
طبع أغلب نتاجه الشعري ضمن خمسة مجموعات شعرية،بأوقات متباعدة زمنيا،و بقي قسما منها مخطوطات تنتظر الطبع و النشر، بالأضافة الى مذكراته،و سيرته الذاتية،
الشاعر يوسف برازي “بي بهار Bêbuhar” في سطور:
-وُلِد الشاعرعام 1931م في قرية تل جرجية التابعة لمنطقة الباب بمحافظة حلب.
– انتقل مع عائلته إلى مدينة منبج عام 1947م، ثم إلى مدينة سري كانيه_راس العين) عام 1956م.
– بدأ بالكتابة عام 1943م.
– تأثر بالشاعر جكرخوين، بالشخصية الادبية السياسية أوصمان صبري، ورشيد كرد،.. و غيرهم من المتنورين و الأدباء الكرد و العرب
– ناضل ضمن صفوف الحركة الوطنية السياسية الكردية منذ شبابه الاول و لاقى السجن و التعذيب.
– نال جائزة مئوية الشاعر جكرخوين.
– رحل عام ٢٠٠٩ في الخامس عشر من كانون الثاني في المدينة التي عاش فيها أغلب سنوات حياته (سري كانيه _رأس العين) بالجزيرة السورية
أعماله المنشورة:
– الديوان الأول Zindan (الزنزانة) عام 1988م.
– الديوان الثاني Bang ( النداء) عام 1997م.
– الديوان الثالث Raperîn ( الانتفاضة) عام 2002م.
– الديوان الرابع Serxwebûn ( الاستقلال )عام 2005م.
– الديوان الخامس Pêşketin ( التقدم ) عام 2007 م.
كما طبعت أعماله الكاملة بعد وفاته ضمن مجلد ضخم و انيق.
تحية الى روحه الخالدة..
في ذكرى رحيله...
2021/1/15
عبدالوهاب بيراني/سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة