أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الخميس، 14 يناير 2021

من ايقونات الشعراء الكرد في سوريا... عبير عبدالرحمن دريعي


الشاعرة الكردية السورية عبير عبدالرحمن دريعي مواليد 1966عاشت طفولتها، و درست حتى المرحلة الاعدادية بمدينة حلب،تزوجت باكرا،و اكملت دراستها في اعداد المعلمين بمدينة القامشلي،كان لوالدها الدور الكبير في تنشئتها،حيث كان فنانا شاملا،موسيقيا و تشكيليا و شاعرا ايضا،كما انها عاشت طفولتها و بداية شبابها في بيئة فنية و ادبية،مما اثر في وعيها و اكسبها ثقافة و عمقا،عملت في التدريس و حاليا تشغل مديرة مدرسة في مدينة عامودا حيث تقيم منذ زواجها..تلك المدينة المعروفة بعدد شعراءها و كتابها،و قد اثر ذلك على اهتمامها بكتابة الشعر و للعلم فهي ابنة عامودا و ابنة سهولها و حاراتها...

من نصوصها نختار لكم: 


قوس قزح..


اي ذهول

يعتريني

اي رغبة تجتاح الخطوط

و الوان

تتبعثر

في مياهك

و ترتد إلى السماء

و انا هطول

وسط الذهول

قوس قزح أنيق..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

امرأة... من شغف....


شهيٌ 

شغفكَ

بالأشياءِ

بالتاريخِ

بالرواياتِ

بالأساطيرِ

و الملاحمِ

و أنا... 

امرأة

قد لا أكونَ من اشياءكَ

امرأة ما دخلت سجلات التاريخِ... 

ولا كانَ لي أن اكون نصف اله  في أساطير اليونانِ 

لا لم أكنْ معبودة في ميتانِ

لم أكن بطلة روايةٌ

لم تكتب بعدْ

لم أكن خطوط لوحة

لم تعرفني الألوان 

أنا... 

امرأة، 

يسيل من مدامعي نهر تاريخ من الأحزان، 

و في سماء قلبي

سارت غيوم، و مضتْ

و ما عكّرت صفو روحي

هطول امطار و لا فيضان، 

امرأة أتقن صناعة النبيذ

و الخبز... 

و اعرف كيف انسجَ من احزاني 

قصيدة شعرٍ

و ملحمة سومرية جديدة

عن خلود الإنسانِ 

فأنا

امرأة

أتقن الهطول

و الخطوات 

و روحي تائهة مابين

هذا الجدار

و ذاك الجدار

أتقن البوح  و اسرد الغيم 

أصنع منه قلادة

أو

رواية

شرقية

تموت فيها الأنوثة

غدرا

امرأة

تعلم ما يكمن في ضوء الألوان 

ارسم للعتمة انواراً 

وضياءاً

لوحة

لأمراة

أتت

و رحلت

و ماكان لها في سجل التاريخ

أسم

و لا

قيد

امرأة

غادرت

المكان

بلا عنوان

امرأة

كان بها

شغف

موسيقا

و أغنيات

و احلام سنبلة

أن تغدو

شجرة

لا يقصفها ريح الصيف

أن تحيا

غابة 

من غيم من مطر 

من زهر و ثمر

شجرة تصنع منها زورقا

و من يداي مجدافين 

امضي في نهر الأحزان 

فأنا امرأة حزينة 

يسكن وجهها

 مقام النهاوند

ترقص من وجع 

امرأة..

يعلن لها الصبح

كل يوم

عن قائمة من التعب

تغلق الانترنت

و تغفو طفلة 

أو

امرأة

لها شغف 

ان تخرج من المرايا

و من عتمة القصر 

تدخل التاريخ

و الأساطير 

يطير من يديها

اسراب قطا و عصافير

و يبلل شعرها

تاريخ عشاق

مروا... 

من خاصرتها

فأنا امرأة

تتقن أسرار الحرف

و سر الحبر

و انتَ

شهي

شغفكَ

بالاشياءِ

بالتاريخِ

بالاساطيرِ

و الملاحمِ

و أنا

امرأة

قد لا أكون من أشياءك

امرأة ما كان لها أن تسافر امرأة سرية

اكتشفت في فتنة العشق

أسرار الحبر 

و سر الجمر

و نامت على كنز من الكلمات 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لست شاعرة....


              عبير عبدالرحمن دريعي 


ثمة نداء عميق أشعر به يناديني، نداء كأنه من زمن بعيد، أو ربما من ازمان سحيقة مضت، انه نداء الشعر يراوغني، يغريني.

يرتديني روح شاعرة و امضي في المغامرة، فالكتابة مغامرة كبرى، و الحروف مذ كنت صغيرة كانت تسحرني فأرسمها و ألونها، و اجعل لها أعين و و وجوها و السنة و أفواه فاغرة ، كانت الكلمات تدخل غرفتي.. تتسلل إلى مخدعي و ترتدي ثيابي... تزحف نحو بياض أوراقي  و ترقص في أفق خيالي كالجنيات..

لم أكن شاعرة، و لا أعلن نفسي شاعرة، لكنها روحي تبوح بالكلمات.. تمضي وراء البوح.. تركض خلف الفراشات، ارسمها من جديد كلمات تمارس الرقص و الصراخ، تركض، تبحث، تلهث، تتألم، و تسافر في مسامي إلى تخوم الفجيعة و الذكريات.. فتأكل من روحي و من  اصابعي... فأصرخ من الوجع.. أتساءل..؟!. هل الشعر لعنة.. 

هل هو عشق... ام ان العشق هو لعنة ازلية..؟!.

أو قبض على الجمر.. او انه طريقة صوفية اضيع في ابتهالاتها و رائحة البخور..

و امضي في دروب ترابية ياخذني الشعر من يدي كطفلة.. ياخذني إلى الحقول..

إلى تخوم البرية و العشب الندي 

الشعر هناك ينتظرني..كالوقت 

 مصيدة فولاذها رمادي بارد  يشد على لحمي و اعصابي، يحطم عظمي .. تاكل جسدي و انزف طويلا.. 

اصرخ من جديد..

ليتني لم اقرأ الشعر

ليتني لم اكتبه

ليتني لم اولد

ليتني

لست شاعرة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة