ولم أحصلْ مرّةً على العلامةِ الكاملة.
في حاكورةٍ على محيطِ الذّاكرة، كنتُ أطمرُ أسراري، أَحَطْتُها بسورٍ عالٍ، لم أتركْ فيها إلا فتحةً صغيرةً تسمحُ بمرورِ جسدي النّحيل....
في أيّام العطلةِ ، كنتُ أتَسحَّبُ خلسةً ، أنبشُ كلَّ الأسئلةِ الخاطئة وأفردُها على مئزرِ حلمٍ ما انفكَّ يلاحقني.
أفتحُ صدورَها علامةً علامة ،أستأصلُ الخوفَ منها وأخيطُ جلدَها دون تخدير.
وعندما كثرتْ أخطائي لم تكفِ أيّامُ العطلةِ لشقِّ صدورِها ، ولم يعدْ يتّسعُ البابُ لأمرِّرَ جسديَ المترهّل ، فصارتْ تنامُ على مخاوفها بصمت.
كيف لي أن أسيرَ بذاكرةٍ متخمة ٍ بالخوف!
جرَرْتُها على عربةٍ متهتّكةِ العجلات
سقطتْ في النّهر
حرفَ النّهرُ مجراه،
وأنا ضللتُ الطّريق.
أصواتٌ لا أستطيعُ تمييزَها لأنّني بلا ذاكرة
شدّتني...
مشيت باتّجاهها
صبيّةٌ كأنّها خارجةٌ لتوّها من حكاية
وجمعٌ عفيرٌ حولَها
كلٌّ يريدُ الاستئثارَ بها
وهي صامتةٌ مهيضةُ الجناح.
قصّتْ عليّ حكايتَها :
كنتُ غصناً على شجرة،
قصّني نجّارٌ،
فصرتُ دمية،
نحَتَ طولي معمار،
وشذّبَ معالمي فنّان،
صفّفَ شعري حلّاق،
وموسيقيٌّ عزفَ لحناً
فدبّتْ بيَ الحياة.
لأوّل مرّةٍ تحضرُ بديهتي.
على قوسٍ من محيطِ دائرةِ ذاكرتي الفارغة، شددتُها وتراً وارتفعنا فوق الضجيج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق