ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى / نصر حنتوش و فهد ورد
وأنت ترجع من دمك المسفوح مثل كل يوم
اياك ان تمر دونما ملامسة جدران البيوت وكأنك تصافحهم
اياك ان تنحني لئلا تنفرط أسماء أولئك المعلقين في روحك .
كل ما اعطاك المد ، عاصفة معبأة تركض في روحك ، أسمع دُويَّها ، تطوف في دمك ، ثمة أصابع تقطّر صدأً وافواهاً مشوهة كثر، تقف الآن على موتك ، يتأملون ما آلت اليه أيديهم ، لا أدعي أن البلاد تخنقنا واحداً واحداً ، لم نكن مقفرين في يوم ما ، تلك أيام خارجة من قيامة الله تلك سنوات البرابرة بلا نديم ، لا عزاء لك ، لا عزاء لي ، لا أحد يمنحك جناحيه ، كلّ منا يحمل شاهدة قبره ، نحن ننحدر، ننحدر بشدة أيها المندائي ، مربوطين بحبل سريّ إلى أحشائك أيتها المدن الرثّة ، مدن مهرولة خلف رائحة ضحاياها ، حيث لا صابئة في محلة الصابئة بعد الآن ، سوى غصة فوق ذكراهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق