وهزّني في طربٍ غناؤها
جميلةُ العينينِ داعبتْ فميْ
فطابَ ليْ مِنْ فعلِها إغراؤها
ما بخِلتْ يومًا عليَّ كفُّها
في كلِّ حينٍ يُشتهى عطاؤها
إنْ مزّقَ الطّوفانُ ليْ أرديتي
جمّلَ قُبْحَ عورتي رداؤها
وإنْ أضعتُ في الغبارِ نسْمتيْ
أعادَ ليْ تنفّسيْ هواؤها
وإنْ مضيتُ للجنونِ تائهًا
علتْ بآذاني لردّي لاؤها
وإنْ تحطّمتْ قصورُ صحوتي
أقامها بهيّةً بناؤها
وإنْ سطا الرّدى على خمائلي
ليْ أزهرتْ باسمةً صحراؤها
أحبُّها راقصةً في فتنةٍ
لجرحِ نفْسي يُرتجى دواؤها
أُلقيتُ في بحارِها مقيَّدًا
تجرُّني في قسوةٍ أنواؤها
لكنّني أبقى أحبُّها ولن
تكسرَ أضلاعيْ بها بلواؤها
حلوٌ ربيعُها وحلوٌ صيفُها
أيضًا خريفُها كذا شتاؤها
في كلِّ شيءٍ حلوةٌ فحلوةٌ
في صمتِها وحلوةٌ ضوضاؤها
وحلوةٌ إنْ ضحكتْ في وجهِنا
وليس يُنهي حُسنَها شقاؤها
نحبُّها بخيلةً في بذْلِها
ويبهجُ القلبَ بها سخاؤها
هي الحياةُ أمُّنا في رأفةٍ
ونشوةٍ ترضعُنا أثداؤها
ينمو جناحُنا نعلّي في الفضا
يأخذُنا إلى المنى فضاؤها
أيّتها الحياةُ صيري لقمةً
تُشبِعُ أنفسًا نما إعياؤها
إنّكِ شهوةٌ لنا لا تنتهي
وقصّةٌ لا تختفي أجزاؤها
باقيةٌ أنتِ بنا مهما جرى
يا نعمةً يسعدُنا ثراؤها
--------------------------
القس جوزيف إيليا
٢ - ١ - ٢٠٢١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق