أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 26 أبريل 2021

24نيسان 1915 الذكرى السنوية الـ106 لمجازر الارمن المؤلمة .. المجد و الخلود لأرواح شهداء المذابح ..و مجازر الأبادة الجماعية… نص مميز للصديق الكاتب شورش درويش ابن مدينتي سري كانية/رأس العين.. التي كانت بوابة الخلاص ..و الحضن الآمن لشعبنا الارمني الشقيق ..


24نيسان 1915
الذكرى السنوية الـ106 لمجازر الارمن المؤلمة ..
المجد و الخلود لأرواح شهداء المذابح ..و مجازر الأبادة الجماعية…
نص مميز للصديق الكاتب شورش درويش ابن مدينتي سري كانية/رأس العين.. التي كانت بوابة الخلاص ..و الحضن الآمن لشعبنا الارمني الشقيق ..
أرمن رأس العين
كنت كلما نظرت في وجوه أرمن رأس العين أظنهم ناجين جدد من الإبادة، تفوح منهم روائح الحرائق، وتنتشر على أجسادهم الواهنة آثار السياط ووخز رماح البنادق.
كثيراً ما خفت من قصص المجازر المتناقلة التي ما كلّت جارتي الأرمنية، أم كيفو، من قصّها علينا، وكان أشدّها حفراً في ذاكرتي سيرة الأرمنيات اللاتي بقرت بطونهن، ونزعت أجنتهن وقتلوا بلا رحمة على دروب الهرب والسوقيات، وقصص الجثث المكدّسة على ضفاف الأنهار ومغاور الجبال، وعن هواية الترك في رصف جماجم الأرمن.
شدّ انتباهي مقدار صعوبة تحدّث الأرمن بالعربيّة، جلّهم، خلا قلّة، كانت تستصعب مخارج الحروف العربية وتركّب الجمل وفق هوى اللغة الأرمنية وتصاريفها.
جيراننا الأرمن كانوا يتلاشون، ينتقلون أبعد ما أمكن عن الحدود التركية، وكأن أسلاك الحدود الشائكة توخز عيني من ينظر إليها، وكأن العلم التركي المنصوب على صوامع القمح كان شعر ميدوسا المرعب يحيل الناظر إليه حجراً. كانت حلب وجهة الأرمن المفضّلة، ثم شيئاً فشيئاً خلت كنيسة الأرمن ومرفقها، مدرسة الشهداء، اختفى شانتو وطاطيوس وهراج وفاتشيه وكيفو وتوما...فيما بقي الشمع الأصفر المخيف في الكنيسة وتمثال الشهداء الإسمنتي، كما بقيت عوائل قليلة إلى حين غزو البربرية التركية خريف 2019.
بقي المعلم آرا ذي الشاربين الكثّين وعروق يديه النافرة الخضراء. صنع آرا برجاً قرميدياً للحمام، لعل الحمام كان يحلّق مثل روح الأرمني على جانبي حدود المجازر التركية.
غريزة البقاء النشطة هي من دفعت أغلب الأرمن إلى هجران مدينتهم باكراً، كانوا يعلمون أن لا أمان في جوار التركي وإن بعد مئة عام...فروا باكراً ثم لحقنا بهم كلّنا، لحقنّا بهم وإن تأخرنا عنهم قليلاً، بمقدار 106 سنوات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة