أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

صفصافة...في مهب العشق...!!. ريزانا عبدالرحمن - سوريا -


عزف الريح مأذنة خضراء 
و الطين يوحي بعطر الحرمل المنسي على تخوم الطريق 
اليعاسيب ملونة تحوم تحت ظلالها 
و الظل بارد 
قديم كحكايا العشاق الاوليين 
الخرنوب باذخ الثمر 
العوسج خشن هجره نسغه الجليل.. 
تقف منذ دهر عتيق 
منذ ألف قصة حب 
صفصافة عالية 
تركن إليها عصافير البرية في الظهيرة 
لحائها املس كبشرة انثى مطهمة.. 
أوراقها اصابع 
هواء الخريف يلهو بأوراقها 
مثل بيانو 
يعزف الله بأصابعه 
و الشجرة تتمايل ثملة بموسيقا العصافير و الريح 
هسهسة أوراقها تتحدث لغات مختلفة 
أرنو السمع 
يصلني البوح نقيا 
كمعزوفة ناي رشيق 
ساقها مثل فضة عتيقة 
لها سرة انيقة 
و نهود مترفة 
مترعة بالرغبة 
خصرها عنيف متخم بالشهوة 
اشم صمغها المثير 
رضابها يتسلق جسدي 
ظلالها تمتد في عراء المكان 
الى تخوم حقل العوسج 
خشخشة عيدانها ترنيمة عشق 
تستيقظ المدينة 
على رهبة اذانها العلوي 
اية مسرات تهفو اليها قلبي 
و انا امضي بعيدا عنك 
صفصافة كانت 
هناك 
لا زالت تنتظرني 
وأنا السفر و الرحيل 
وأنا الغياب 
فانتظرني...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الصورة 
جزء من مدينة عامودا كما تبدو من فوق تلال شرمولا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة