الشعر حينما يمتطي صهوة حصان،او حينما يتحول الى قارب يركب موج البحر،فيمنح الروح وزنا و إيقاعا، وفي ظل هذه الرومانسية المفعمة بالمسرة يصدمنا رومولوس بآلامه و أوجاعه فالشموع ذابت و مضى بريق العمر و هجمت الهموم و هاجت النفس،و تلاطم الموج و الخطر قريب يداهم..غريق في العتمة و الغربة..الايام تتحول الى افق من سراب..و اليأس يدعونا إلى تلمس كلمة او رجاء تقرأه امرأة عجوز في خطوط كفنا..
من ضمن هذه التراجيديا ننقل اليكم هذا النص من ديوان ابيض اسود للشاعر السوري محمد نزير الحمصي:
رومولوسُ المعذّبُ
شموعيَ ذابَتْ وزالَ البريقُ
وعمريَ ظمآنُ، لا، لا أطيقُ
وحولي الهمومُ تتالَتْ جميعاً
ونزفُ جراحي عميقٌ عميقُ
بقيّةَ عُمري لكمْ أشتهي
لقاءَ السَّعادةِ حينَ أفيقُ
فليليَ أضحى بَهيمَ الدّجى
وعمريَ قشٌّ غزاهُ الحريقُ
حياتي ضياعٌ، عذابٌ، أسىً
وعمري سرابٌ، ومنهُ أضيقُ
سليلُ ملوكٍ وسرحانةٍ
وروما بنيتُ سباها الحريقُ
أنا نرجسيٌّ معَ الكبرياءِ
وما من مثالٍ بشخصي يليقُ
ويدري الجميعُ بأنّي العلوُّ
بمثلي يكونُ الجوابُ الصّديقُ
ويعلمُ قومي مدى قدْرتي
ويخشى الجميعُ، فشأني وثيقُ
وأمضي وحيداً بلا رهبةٍ
فليسَ يُخيفُ رحيلي الطّريقُ
وسرّي خضمٌّ ، غريقٌ أنا
وليس ببوحٍ سينجو الغريقُ
وتقرأُ كفّي عجوزُ الزَّمانِ
فكلُّ المصائبِ ليسَ تُعيقُ
وهذي يمينُكَ تخبرُني
بلُقيا اعتراها الزّمانُ العتيقُ
سَترجِعُ يوماً بقلبِ الدّجى
ويأتيكَ وَسْعٌ، ويذهبُ ضيقُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق