لمْ يكن لأبي
ما يخافُ عليهِ ومنهُ
لهذا أبى أنْ يكونَ أجيرًا لآسرِهِ
ويموتَ صريعًا
بطعنةِ سيفِ الضّجرْ
ومضى مُفعَمًا بالحياةِ
وكرهِ الّذين أساءوا إليها
بخنْقِ رياحينِها
والتّمادي بجَلْدِ ظهورِ البشرْ
قالَ لي :
- مثلما سرتُ سِرْ
وتحدَّ جنونَ الطّريقِ
وأفعى الخطرْ
هاتفًا بلسانٍ قويٍّ :
سأمشي
وأمشي
وأمشي
لكي لا أصيرَ بيومٍ حجرْ
أو أجِفَّ كغصنٍ عتيقٍ
وتفنى بذهنيْ الصّورْ
ومشيتُ
كما قالَ لي
وحلا ليْ السّفَرْ
فغدوتُ بعودِ الحياةِ وترْ
ومحا قحطَ أرضي مطرْ
ووجدتُ على دفتري ملصَقًا
ما يقولُ لأذْنِ الظّلامِ القمرْ
هكذا صرتُ مثْلَ أبي
ساعيًا أنْ أسجِّلَ في شفةِ الكونِ شيئًا
يعيدُ إليهِ غناءَ السّواقي
ورقْصَ الشّجرْ
يا أبي
لمْ أزلْ جالسًا فوق مقعدِ دهري
وأرقُبُ يومًا بهِ
ليس يبلى لخطوِ الجَمالِ أثرْ
فمتى يا أبي
سوف أنهضُ عن مقعدي
لأعيدَ كتابةَ نصِّ الظّفَرْ ؟
--------------------------
القس جوزيف إيليا
١ - ١٢ - ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق