[1]
لمسَ القمرُ ماءها
فعَقَدَ الضوءَ عليها
و عَقَدَ إنسكابه الطري على قمصانها
عَقَدَ الياسمينَ على عفرينتها
فتعطرتْ أكمامَ الدنيا و الآخرة
ثم نادتَ بكل كورديتها عليه
كي يمسُه شغفها
وعلى مهلٍ
سَكَنَ القمرُ سريرها..
هَزَهَها..
كما تهزُ الزهرةُ ميسمَها
فخرتْ فراشاتُ قلبه
ساجدة لكل أعضائها ..
ونَاَمَ
بعدما إشتعلت النهارات لتحطّ في ليلها
نَاَمَ
بعدما صَاَحَ أحبها
تلك التي لامسَ القمرُ وردتها
فاستيقظتْ لتجد نفسها
ترفعُ الماءَ عن غيماتٍ حطتْ من النشوة أعلاها
هَزَهَا ثانية
فما كان يكتفي القمرُ من وردتها
فصاحتْ بكل كورديتها أحبه..
أي بياض تناسل من ألوان قوس غرفتها
ومن قزحِ النافذة التي تركتْ الحائطَ
لتنزل فتدلُ الضوءَ على أبوابِ فرحتها
صَاَحَ أحبها
فهزته الوردةُ في المرة الثالثة
هزته لتجده بعد مسائين وصباحات كثيرة
ما عاد قمراً وماءً و ضوءً
بل وجدته تاريخاً على ألواح نهديها
لا أرقام عليها سوى قبلات مسمارية نقشتْ عليها
تاريخاً من الرعشة تفيضُ عن سدها...
[2]
لَمَسَ القمرُ اسمها
فعَقَدَتْ كل الأسماء على ليلتها
صَاَحَ أحبها
فصَاَحَتْ كل الأسماء
على السريرِ أن يتحضرَ لمهرجان القصيدة
فتسيلُ
كما الكتابةُ سالتْ حين إشتاقتْ الوردةُ لأسمائها
سالتْ حتى إنفجرتْ من الحنينِ إليها..
[3]
لَمَسَ الماءُ وردتها
فعَقَدَ على عطرها
معادلات تشكيلها
و نتائج رشّ بذور الرغبة في أرض ميعادها
صَاَحَتْ أُحبكَ
صَاَحَ الماءُ على الغيمة كي تعدَّ أمطارها
تعدَّ رعدها و برقها
و هبوب الريح
كي تلملم سيرة عاشقين
تناهبا طويلاً في القبلة
وتعانقا كي يهزمان الحنين و المسافة
و زمن القصيدة الذي لم يعد ينهي الكتابة لها ..
[4]
لَمَستْ النارُ إشتعالاتها
فعَقَدَ على القصيدةِ
تفعيلاتها
و أشكال الهمزة فيها
و طريقة إلقائها
صَاَحَ أُحبكِ
صَاَحَتْ كل الكلمات
على أزهارِ حضورها
على كلِ قمصانها المخزنة مع عصافيرها
لتحضرَ زفاف القمر على الوردة التي اسمها لامَسَ الأسماء
و رقصت حتى صَعدتْ السماء إليها
الوردة التي أرضها بياض جسدها
جسدها المعبأ بالياسمين المتعربش على عنبِ عفرين و زيتون جبالها ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق