أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الاثنين، 25 يناير 2021

نجل الرماد قصيدة/ فريدون سامان قرأة/ د.عدنان عباس


من هو الذي ادار ظهره من روضة الذكريات
بعث اللعنات الى الازهار
اعتمر التاج المسنن
وحمل مظلة الندم
امام عرس غيث حبنا الالهي
كانت خطيئة الغيث
بللنا بلا خجل
جردنا من الاشعار ،
كأن جنح المطر
منعنا من الاحتضان الروحي والجسدي
ووضع الحظر على هيامنا .
ياللحسرة ! أنت كنت مقدسا يا مطر
لم فعلت بنا كذا ؟
فرقتنا
آه ايتها الازهار البيض
بالامس كنتن زاخرات بالامل
لم لاتسألن
عن تفحم صفحات ذكرياتنا ،
تلك ، من هي ؟
تنتظر قدوم سارق فرس
ليحملها معه ،
في هذا الاجل غير الموعود ،
كي يقرأ كفي سعادتها ،
انها في الانتظار
ان تحلم على متون الامواج
مثل الدوامة المائية
بالعبور الى الجوانب الاخر
من شواطئ السلام
انها في الانتظار
يأتي ملاك في الليلة الحالكة هذه
يفتح لها ابواب ضوء الشمس
على مصراعيها
انها في الانتظار
ليجعل لها من غابة احلام
اكليلا من الرماد
وتشرب هي قدحا من الابتسامات
على منضدة عزوبيتها ووحدتها
لتقول للغيث :-
حمدا ،
جردتنا من العشق الالهي.
ترجمة الي العربية/عبدالخالق برزنجي
● قصيدة نجل الرماد
للشاعر فریدون سامان
الحوار الداخلي .. المشهد المكاني والهمّ الإنساني
بقلم: الدکتور عدنان عباس- بولندا
يبدأ الشاعر هذه القصيدة بنداء التوجّع وتساؤل المفجوع، وهو يخاطب قدسيّة المطر كرمز من رموز العطاء، مثلما نراه في تجاذبات بدر شاكر السياب في (أنشودة المطر). ولكنّ هذا الرمز المعطاء يتحول إلى رمز للحزن والإحباط على مكان (أرض مثقلة) بتحسّر الشاعر على افتراق الأحبّة والأصدقاء والأهل. إنّ المكان- الأرض وصورة المطر التشخيصيّة تعبّر عن نفسها بخطيئة الإثم، ومن خلال تساؤل حزين بدلالة (لِمَ)، بعد تحوّل المطر إلى عامل قهر وهمّ.
وأجد أن اختيار مفردة (كذا) في السطر الثاني من المثال الشعري أدناه لا يوحي بشيء كثيرًا، وكان من الأنسب استخدام اسم الإشارة (هذا). يقول الشاعر:
يا للحسرة! أنت كنت مقدسًا يا مطر
لم فعلتَ بنا كذا؟
فرّقتنا
ويواصل فريدون صياغة صورة للماء بدلالة الشواطئ – الأمكنة، من أجل رسم مشهد للسلام من خلال العبور من أمكنة وأزمنة الحروب والقهر والقلق والخطر والكراهية (يمكن تأويلها ضمنًا) إلى أمكنة وأزمنة للسلام والمحبّة والأحلام الجميلة والآمال الواعدة. ويقدم الشاعر عنصر الأمل المتماثل مع الحلم بخيال سارح بالمودّة والسلام، وتوق إلى عوالم وفضاءات بعيدة عن القتل والدمار والخوف. إنّه ينتقل بخطابه السابق الذي يعكس لغة الحسرة والتألّم، إلى خطاب يستدعي لغة الأمل والتمنيّات، فيشير إلى الحلم بالعبور إلى الشواطئ الأخرى المفعمة بالسلام والأمل:
بالعبور إلى الجوانب الأخر
من شواطئ السلام
ويصبح المطر الغزير (الغيث) عنصرًا من عناصر العتاب واللوم، عندما يكون حائلًا أمام العشق الصوفي على لسان امرأة وهي تناغي حبيبها متجلّية بوجد لا يتساوق ومفردات العشق المكابد في الفناء الصوفي للذات. يستعين فريدون بصورة الغابة بما تحمله من معانٍ وعناصر متناقضة ومتنافرة، كي يحلّق بنفس سريالي من خلال مشهد رمادي يفتقر إلى مقوّمات الجمال والحياة. وبانقطاع حبال الوصل و"هجرة" الحبيب واختفائه تبرز عذابات الوحدة وجراحات الذات، فيضع فريدون صورة مشهديّة سرياليّة لهذه الوحدة عبّر عنها بـ"حيّز" المنضدة، و"فضاء" الكأس الممتلئ بـ(الابتسامات)، وإنْ كانت هذه (الابتسامات) لا تؤدي الغرض بشكل عميق، إلّا إذا أُوّلت بعناصر تتّصف بعدم الاكتراث والسخرية. ونستنبط كذلك من قصيدته (نجل الرماد) ذات العتبة السرياليّة، عناصر تجمع نوازع سرياليّة ووجوديّة، وخاصّة عندما يقوم الشاعر بجمع صورتين "متفاوتتين" بدون تراتب ثيمي، مثل غابة أحلام وإكليل رماد. كما يسرح الشاعر بخياله التصويري على لسان امرأة ليصف ثقل عزوبيّتها ووحدتها وهي تواجه خواء الحياة بفراق من تحبّ. ويعود إلى المطر صوفيًّا في بحثه عن العشق الروحي الفاني في التجسيد "الإلهي"، حيث رمزيّة النهوض من "رماد" الحياة. هذا "الرماد" الذي طالما يتكرّر في الكثير من أعمال المبدعين الكورد والعراقيين والأوروبيين، وإنْ تنوعت الأفكار والأبعاد والوظائف في استخدامه.
وأرى أنّ الأفضل استخدام صيغة النكرة في قوله (إكليلًا من رماد) وليس (من الرماد) في السطر الثالث، تماهيًا مع الاستعانة بـ(غابة أحلام) في السطر الثاني. يقول فريدون:
إنّها في الانتظار
ليجعل لها من غابة أحلام
إكليلًا من الرماد
وتشرب هي قدحًا من الابتسامات
على منضدة عزوبيتها ووحدتها
لتقول للغيث:
حمدًا،
جردتنا من العشق الهي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة