......................................
*دالية القرب
امرأة
من زمن الصمت
خانتها حروف الأبجدية..
نصف ابتسامة وطيف حضور
غير كفيلين
بردّ الروح في غمد سكينتها...
ظلها المفتون
بيقين الاكتمال
لا تزاور عنه شمس المساءات الجامحة..
تظل تلحقه لعنة الوجد
تفتن ماءه
فينتفض طينه
وتنسكب خطى ملحه
في دروب التجني..
خؤون هو الزمن
يسكب مُضيّه في جيب النسيان؛
لكنه لا ينسى أن
يثمل بليلة الميلاد...
لا ينسى باكورة توته البري
وحربه الحارة مع ريق العناقيد
ودهشة انتصارته المجمرة...
لن ينسى قمرا مؤنثا
لبث أسيرا ذات ضحى
في روابي سجدة أواب
ثمل...
قمرا يعصر عنب الحلم
من دالية القرب...
وعند كل مفترق شوق
يشوي وجده
على مجامر الحنين..
فيرتكب الغناء
خلسة...
ويعلق تميمة اللقيا
على عناقيد الأمل
ويمضي ...
/
نبيلة الطاهر / ليبيا
........................................
:
كنتُ ارقبها تلك البعيدة
و هي تهبُ القناديل وهج الغناء
بطعم العسل ،
كنتُ ارقبها
في دهشة المواويل الحزينة
و هي تحرس رائحة الأرض
و الحب
بأنفاسٍ من جمر و نبيذ
لها ريق العناقيد
و صهيلُ الأخيلة
حين دعتني إلى خدرها بكيت
هي اقربُ للشمس
أقربُ للحلم
أقرب لي مني !
ها أنا
ارتديها بجناحين
من حُلم و أعري القصيدة
من شوقها
تحت سماءٍ خفيضة
و على آسرةٍ ماجنة
احتسيها
قليلاً
قليلا
اجاهر بالذنب اللذيذ
مُنسدلاً خفيفاً
اميل ناحية داليةٍ و نهد
لم ينطفيء منذ
الليلةِ البارحة
غاوياً يشتمُ بياض الفجر !
منذورةٌ لشهوة التيه
في حدائق غنجها الأنثوي
ينمو على شفتيها نبيذ الغناء
لها نمشٌ اتبددُ فيه
حتى الغرق
مغلولةِ الثمر و طمع الينابيع
ها أنا من الكهف
اخرج مُبللاً بوردها
مُريداً لها و الشمس تنشرُ
بُردتي .
/
مفتاح البركي / ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق