بالنظر إلى تاريخ الفنون والآداب ومنها ( الشعر ، المسرح، التمثيل النحت ، الرقص ، الرسم ، الموسيقا)التي أبدعها الأنسان منذ العصور القديمة، و اضاف اليها لاحقا الكتابة الروائية، و فنون السينما و العروض التلفزيونية، تلك الاداب و الفنون الأبداعية تبقى آلية التعبير للإنسان عن ذاته وبيان إمكانياته ومواهبه من خلال قدراته التعبيرية الجسدية او الصوتية او الكتابية، فأصبحت دفاتره القيمة الأساسية في الحياة، كون الفن و الأدب من اهم أسلحة النضال في معارك الأنسان ضد الظلم والاستغلال والاستعباد، ممتلكا القدرة على رفع صوته و ان يبري قلمه في وجه الريح المضادة التي تهب في وجهه ،و تحاول تهميشه،فالادب الثوري قادر على بلورة وعي الأنسان و المجتمع و يتحول الفن الجاد إلى منصة راقية لإيصال صياغات الثورة و مبادئها و افكارها ونقل الاحداث والواقع برؤية ابداعية حقيقية،صادقة دونما زيف و برؤية موضوعية وفكرية وسيكولوجية واجتماعية بما يقاس بها مفاهيم الفن الذي يعكس حالات ملموسة أذ يمارس دوره التنويري في أوساط المثقفين وسائر طبقات و شرائح المجتمع التي تتداخل مصالحها و تندمج مع مبادئ الجمال و الاخلاق التي تواكبها بالجوهر وروح التفاني والبطولة التي يشعها في المجتمع بزخرفة يرسمها للعالم روعة وجمالا لتشع شمس المعرفة الغائبة ويحولها إلى عزف جديد بتأثير الأحداث تاريخيا للحياة المعاصرة التي تدور فيها دوائر اللهيب والدمار لينتج فناً و أدباً نقيا صافيا ممتزجا برائحة التراب المجبول بالدماء الزكية التي دافعت عن الارض و قيم الحرية، و ليخلد الادب في صحائف التاريخ و لتنطلق الاغاني الثورية التي تمجد مقاومة الأنسان نحو فضاءات بلا حدود، و ليحرث الادب حقوله بكتاباته و بذور نضاله في ارض خصبة مجبولة بالتضحية و العطاء من خلال فنونه و أدابه وابداعه الوطني الانساني المستند الى الية الفكر الثوري و أنجازات الثورة في اجواء من حرية الكتابة و التعبير، التي تميزهم عن غيرهم في ادراكهم لذاتهم وفنهم بالمهارة الإبداعية،و الأتقان و دفعه في مجريات الأحداث لتشمل اولى أولياته وصولا الى العمق نحو ترسيم آفاق القيم الفكرية والاجتماعية من خلال الفن والأدب للمضي بالانسان إلى منابع الثروة الفكرية و المجتمعية كفكر ثوري و اقتصاد مجتمعي تشاركي ضمن بيئة طبيعية لينتفع بحقيقة جوهر الادب و الفن وصولا الى اختراق جميع الحدود القبلية و و الاقطاعية الأستغلالية و التي كانت قائمة على ممارسة فكر ظلامي مبني على الاستغلال و التخلف و الأستعباد و ضد تلك السدود الصارمة التي اغلقت منافذ الفكر الصحيح،ضمن هكذا اوضاع يتحتم على الفن و الادب ان يلتزم بالثورية و كنس ركام الماضي الرجعي و التزام الصدق في مخاطبة الجماهير، والدفاع عن مكتسبات الثورة التي أضاءت عتمة حقبة طويلة من القهر و ليتحول الى قمة التنوير عبر تحقيق المعايير الفنية والأدبية للارتقاء بروح الثورة و نسج خيوطها الانسانية و الوطنية و الاخلاقية و الديمقراطية، فالثورة اشعلت في نفوس الفنانين عشقا قادرا على صنع قيم الابداع،فغنى للمقاومة البطولية التي سطرت اروع ملاحم التضحية و عزفوا بأصابعهم روح ثورة ارتد صداها الانساني الديمقراطي جهات الارض،و اوصلت صوتها الى العالم أجمع عبر حقيقة الوجود و جوهر الثورة القائمة على الحق ليصبح الثوري العاشق العازف المسرحي الموسيقي الادبي الروائي السينمائي و الصحفي. الذي يسعى لثقافة التعايش المشترك و أخوة الشعوب و حق كل شعب ان يعيش مع أخيه في ارض واحدة و لتتحول الخرائط الى اوطان خضراء على امتداد شرقنا الأوسط بتلك الرسالة السامية التي تلغي الديكتاتوريات و تلغي فكرة اللون الواحد و اللغة الواحدة و العلم الواحد،و ليصبح المجتمع حديقة بألوان متنوعة و تصدح بلغات متعددة،ليكون التنوع سمة العصر و من منجزات الثورة مدافعا عن قضايا الديمقراطية والانسانية للشعوب المقاومة، وترسيخ الواقعية النقدية المبدعة و بيان الحقيقة التاريخية والقوة الثائرة أمام الة الظلم التي استباحت المجتمع، ويبدع في بيان منجزات حريةالمرأة قلماً انيقاً مدافعا عن حقوق الطفولة و البيىة في فضاءات الفن ضمن أطارات تفاعله الجوهري في الاتجاهات الكلية التي تعتبر كونية وأممية عبر الأنفتاح عبر الاصوات المثقفة ماضيا وحاضرا محتضناً ذاك الفضاء الرحب ملتحما بجباله وصخوره وأشجاره و سهوله،
ان ما تسعى اليه ثورة روج أفا كانت الانسان و المراة و الطفولة و البيئة وفق اخلاق المجتمع القويم، و كانت الاداب و الفنون مرآة انعكس على وجهها النقي الساطع ثقافة الثورة الحقيقة، و لتعلن عن خلق ادب و فن ثوري،يسعى الى مواكبة الصراعات الجديدة. فضح الممارسات التي تتعرض لها المنطقة و الثورة مدافعة عن واقعها و وجودها، بروح التجدد و العطاء و التضحية لترسم وطنا حرا، و عالما من الجمال و الاخلاق و الحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق