أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts

******* أيقونة ميزوبوتاميا للآداب والفنون Icon Mesopotamia for Literature and Arts *******

الجمعة، 9 أبريل 2021

محمد آدم


ينتمي الشاعر محمد آدم إلى جيل السبعينيات على الرغم من نأيه بنفسه عن كثير مما أتاه هذا الجيل سواء بتكوينه لجماعات أدبية أو مواقفه الشعرية. اشتغلت تجربته بشكل مبكر على اللغة والجسد والنثر فكان لها خصوصيتها ومغايرتها. تخرج في كلية الآداب جامعة عين شمس قسم الفلسفة وصدر له: متاهة الجسد (الأعمال الشعرية) ,1988 كتاب الوقت والعبارة 1992
أنا بهاء الجسد واكتمالات الدائرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب ,1992 هكذا.. عن حقيقة الكائن وعزلته أيضا ,1995 نشيد آدم، وقد ترجمت نصوصه إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية.. وفي هذا الحوار معه نتعرف الى رؤاه وآرائه في الشعر.
وفينا يلي نصه الاكثر دهشة نهديه للقراء و المتابعين
الشيخ الأكبر
محمد ادم/مصر
لااعرف ان كنت انا الذي ساكتبك علي الورق
أم أنك أنت الذي سوف يكتب نفسه علي الفضة
والنوافذ العالية للرغبة
تعال إذن نتصالح
أنت تسكن في مقبرة قرب قاسيون
ويقال لها الصالحية
وأنا أسكن في مزبلة من مزابل الحاكم بأمر الله(تصور!!)
تلك التي كانت فيما مضي دورة مياه عمومية لسمعان الخراز
ومريم عاهرة النجار
فوق جبل المقطم!!
أنت تتحدث كثيرا عن الله الأكثر حكمة من كل شىء في هذا العالم
وأنا أشبك الشمس في ذراعي
وأناولها لأمي
مثل كوابيس مؤجلة
او أسماك من خشب محروق
في علبة صفيح
وأنت تقطع السكك من فاس الي مكناس
ومن مكناس
الي طنجة الواطئة الحارة
والشمال الأفريقي ذات المراوح
لكي تصل الي القدس
مدينة الرب المقدسة
وتتكلم مع انطولوجيا الكلاب
والقطط
في البلدة القديمة لإبراهيم وساراي
إلي أن تصل الي مكاك المكرمة
وأنا أجلس فوق صخرة مبللة فوق هضبة المقطم
لأرعي الفراغ والكلاب الضالة
والمكانس الإلهية والأهلية معا
وأكتب عن الألم الذي ينز من عروقي
ويتنطط علي الأرض
مثل فأر مذبوح
لا أشبك في جلابيبي سوي خراء القطط والميكانيزمات
ولا أعرف شيئا عن فتنة البحر
الذي أخذ يغرق في اليم عطشا
انت
ياسمكة الله الملتاثة
كنت تعرف الطريق جيدا الي حيث تسكن اللغة
قرب الينابيع
وتقدم لها الفطائر والحلوي
لكي تتريث قليلا امام عصا موسي
وعجل هارون الذهبي
والخضر الذي يحرث البحر بالمحاريث
وفي آخر الليل تنام الي جوارك
مثل قط اعمي
وتحت ثيابك البردانة
تقضقض النوارج التي تصعد وتهبط من السماء الي الأرض
أو من الأرض الي السماء
أنت
أيتها المشكاة المعلقة في فوانيس العتمة
والمعطلة علي الأرصفة
ألم أقل لك ذات يوم أنني افتش عن جلباب أمي القديم
الذي أكلته العتة
أو سرقته ملائكة الرب الرنانة ذات فجر
من دولاب أبي المخلع
فظل فاقدا للذاكرة إلي أن مات هناك
علي رصيف محطة قطار بفردة حذاء
واحدة
امي
التي ظلت معلقة في رقبتي مثل جرس انذار
تلك القروية الطيبة الساذجة والتي لاتعرف شيئا عن فتنة الرب
أو يوم الدينونة
أو حتي كلمة الخلاص
بالزيت
أمي التي تركتني أنا الآخر علي الرصيف الخالي من المارة في ليلة شبه باردة
ورحلت
رحلت إلي اين لااعرف
قالوالي إنها ماتت
وهي الآن تسكن في السموات البعيدة عند الرب
الجالس وحيدا في الك المنطقة الخضراء
والتي لم يدخلها أحد قط
ولم يخرج منها أحد خالص
من شر الماء في صرة؟
مت ذهب إلي القبر وعاد ؟
من صعد الي السماء ونزل؟
ومن يومها والعالم أجوف
أرجوك ياصديقي
لا تحدثني كثيرا عن ترجمان الأشواق
ولا عن فتنة الذات بالذات
أو الفتوحات المكية
فحبيبتك جمان قد رحلت هي الأخري عن هذا العالم
وتركت علي الطريق العام للحياة بقعتي دم
وشفة مكسورة القبلات
وخلخالها النحاسي الذي لا يصلح حتي لبائع سجائر سريح!!
لا
ولا تكلمني كذلك عن فصوص الحكم
ونصائح شيخ الطريقة بالذات
فأنارجل الله بلا منازع
وإلا فقل لي
من أين اتيت وإلي اين اذهب في نهاية المطاف ؟
أنا الخرقة البالية
والصرصار الأعمي
في جوال من النفايات والعظم
صحيح أنني ضرير
ولا أعرف الطريق إلي حيث يسكن النور
أسير في السكك المغطاة بالحسك
والشوك
ولاأحمل معي غير عصاي التي أتوكأ عليها
والتي صنعتها لي أمي من الأساطير
والحكايات
لأهش بها علي القطط والكلاب
وفي بقجتي الفارغة
لاإحمل سوي الألم
والألاف من الذكريات الميتة
وقالت لي إذهب بها واضرب في الأرض
ألم يكن موسي النبي هو الآخر يحمل عصاه في يده
ويفلق بها الحجر
حتي انبجست منه اثنتا عشرة عينا
ومن يومها
وأنا أضرب في الأرض
من مشرقها الي مغربها
فلم أعثر علي أي شىء
سوي حشيشة ناشفة
وزبل أغنام
وهاهي عصاي
التي أحملها علي كتفي مثل عليقة عليقة ملطومة
ومعي كتاب الأرض المفتوح
أقرأ الشمس علي الجدران
ومداخل البيوت
وأناول القمر أوجاعي
وبعض أرغفتي المحمصة
وأسهر طول الليل
الي ان تغرق آخر نجمة في المحيط
أقرا القصص والحكايات
علي أرض سدوم
وعمورة
ولا أعرف اي شىء عن حكمة الحياة
والموت
ولا ماهي حقيقة العالم الآخر بالضبط
فلماذا يداك تمتحناني
وقلبك يشرد بعيدا عني في السكك
كتلميذ يكره شجرة الأضاليا
وحبات الكركم
والفجل
ويكره كذلك دروس الحساب
والنحو
لا لشىء
إلا لأنه يكره العجل المقدس
مدرس الفصل العجوز الأصم
تعبت من السؤال والشك
أنا الباحث عن الحقيقة بين خرائب الإنسانية الملوثة
وبقرة الرب المبجلة
عندئذ
أرخيت سراويلي المبقعة علي الأرض
وجلست لكي أبول علي الميتافيزيقا
أيها العجوز الأخرق مثل جبل بترسانات
ماذا يهمني أنا
إن كان المسيح قد صلب أم لا
وهل قام بعد ثلاثة أيام أم تلك أكذوبة
من أكاذيب التاريخ
والأثنولوجيا
وماذا عن حراس الهيكل وعبدة الطاغوط والجبت
وماذا يهمني أنا
إن كان موسي قد رأي العليقة حقيقة فوق جبل سيناء
أم تلك خدعة المرايا
جبل سيناء
جبل الرب!!
الذي راح ضحيته الالاف من القتلي
ناهيك عن الجرحي والمصابين
كل ذلك من إجل عجل الرب المقدس
ووعودة المدمرة
ماذا يهمني أنا إن كان الرب رب الجنود
أم رب أبراهام ويعقوب
قد كلم موسي فوق جبل سيناء أم تجلي علي الجبل فجعله دكا
وخر موسي صعقا؟!
انا
ماكنت حاضرا هناك لأسمع وأري وأدون
ولا أنت كذلك
ألم أقل لي ذات ليلة من ليالي الصيف الرنان
والقمر يطلع هناك من خلف الجبل كشرنقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الوجع ‏Diya Raman

سألت الدهر : متى ستمر سحابة الألم ؟ و متى ستمد يدك و تنقذني من الغرق من بحر الأوجاع ؟ أيها الليل كم أنت طويل !. مثل حقل شوك أمشي حافية في در...

المشاركات الاكثر قراءة